المهتد النائم .. رشيد نيني

دائما و أنا أتنقل بين اسطر مقلاته اليومية المتأرجحة بين ما ينطبق و منطق العقل السليم و بين ما يغوص في أفكار أواخر نهاية العصور الوسطى،المتكررة في محاولة إيهام القارئ الذي مل من شراء الجرائد خاصة منها التي تنسخ من مخافر الضابطة القضائية عوض مقر الجريدة .

 

يحاول ملئ العمود المخصص له سواءًا بما يناسب أو بغير ما يناسب،مواقفه لا تزخر بالعلمية و لا تنسجم و حجم القضايا المنبثقة من المجتمع المغربي،ألاحظ بين يوم و آخر أن كلماته تتزاحم بين اكتظاظ الأسطر حينما تتوفر التهم الكافية سواء حقيقية أم لا فقط مهمتها ليس إيصال الحقيقة و إنما مراكمة الأحرف و إعطاء مظهر منتظم لصفوف من التعابير،و في حالات كثير تجد أن رز “الكيبورد” المخصص للمسافة يضغط عليه لمدة طويلة،و تجد الكلمة تبتعد عن أختها بمسافة سنوات ضوئية و تعرف الأسطر كثرت المنعرجات،وذلك راجع لعدم التمكن من جمع المعطيات الكافية ،ذلك لأنه يقتصر على مواضيع محددة فقط ،والمنبثقة من قرحة اللدغ في المناطق الحساسة لبغض الجالسين على مقاعد المسؤولية،هكذا يتشبه بأساليب التلاميذ الكسالى الذي “يزروطون” و يبعثرون الكلمات مع بعضها البعض و كتابتها بشكل غير واضح لعل ذلك يعمي بصيرة الأستاذ و يدفع عدم تفريزه للإجابة إلى وضع نقطة تخدم صالح التلميذ و الحصول على تقييم ينال مراده،أقر أن مثل هذه الأسلوب اعتدناهَ في القسم حيث كلنا عرفنا أن هناك تلميذ لا يستطيع مبارزة إلا واحد من أبناء القسم و ذاك الشخصية التي تنال القسط الأوفر من الحكرة،كل من تعرض للسرقة أو للاضطهاد لا يفجر مكبوتاته إلا في داك التلميذ،هذا ما ألاحظه في “رشيد نيني” دائما ما يبحث بل و يجيد العثور على الدرج القصير الذي يسهل القفز عليه و الانهيال عليه، لعلا بواسطته يرعب الآخرين،وكما في الابتدائي تنمطنا على عدم الكتابة على الهامش الأحمر في اليمين الذي يمنع تخطيه، فتجد التلميذ لا يستطيع قلمه لمس الهامش حتى ولو على ورقة الوسخ التي لن تتعرض للتصحيح،ف”رشيد نيني” أيضا تنمط و فهم الدرس بل و أكل و هضمه بقشوره و سطر هامشا احمر في اليمين مخصص لأصحاب اليمين و هامشا احمر في اليسار مخصص لأهل اليسار، لن يتخطاهم تجنبا لغضب الرقيب و هامشا أحمر عريض لمن يطلون من فوق أما في الأسفل فالهامش غائب وزاويته شاسعة كشساعة أبواب المدينة القديمة، تتيح لمن هب و دب من الأقلام التي تحبر عيوب من هم في القعر و تسير طحنهم بالكعب ،و في خانة هذا الأخير –الهامش في الأسفل- يصبح بلدنا هو بلد حرية التعبير و الصحافة هي سلطة رابعة و سوط لمن طردته الهواش الثلاث و تركته بدون حصانة و لا حماية في قعر الهامش المعتري.

 

ما ينتظره القارئ المتعطش هو كاتب ميداني يتصفح أوضاع الشعب ويتأمل أحواله و لا يكتفي بالإطلاع على الأوراق –ملف سري- لصياغة موضوعه و تغليط الرأي بأن الأسهم هي موجه لجذر من الجذور التي يجب معالجتها فقط شكلا أما جورها فهي لاتصل حتى إلى نفض غبار السطح. كما على الكاتب أن يحرر أفكار ليخيط بقلم حر يقدم النقد بعد الوصف و قبل إعطاء البديل.

زر الذهاب إلى الأعلى