الملك في معركة “نكون أو لا نكون” يتحدى العراقيل

المحرر الرباط

 

عزيمة قوية و ارادة لا مثيل لها، تلك التي يتمتع بها الملك محمد السادس في التحدي الذي رفعه من أجل اعادة المغرب الى الاتحاد الافريقي، و استعادة المقعد الذي فضل المغرب التخلي عنه في السابق، في خطا تاريخي ربما لم تكن عواقبه انذاك في الحسبان، خصوصا في ظل شراسة الدفاع عن القضية الوطنية التي تحلى بها المسؤولون المغاربة في ذلك الوقت، و التي انتهت بنهج سياسة الكرسي الفارغ التي تعتبر نتاجا للغضب الشديد و تغييب الديبلوماسية في التعامل مع القضايا المصيرية للوطن.

 

و أن يتحدى الملك محمد السادس الجميع، و يقرر خوض مغامرة تتمثل في حرب ضروس نحو العودة الى حضن الاتحاد الاسمر، فاقل ما يمكن ان نصفها به هو أن هذا الاخير، يؤمن فعلا بمقولة اما ان نكون او لا نكون، و يسير واثقا من نفسه نحو تحرير هذا المكون من قبضة الدول التي استغلت غياب بلادنا، فعاثت في دواليب الاتحاد فسادا، حتى أضحت المتحكمة في خيوط اللعبة، تضع من تشاء في مناصب الاتحاد و تعترض سبيل من تشاء، دون أن تجد من يقف في وجهها.

 

اليوم و نحن نتابع جلالة الملك، و هو يغادر نحو أديس أبابا، من اجل المشاركة في القمة الافريقية، استجابة لدعوة رئيسها، نتأكد من أن بلادنا يقودها رجل لا يعرف المستحيل، يمشي نحو المستقبل بخطوات ثابتة، و لا يهمه نباح المشوشين، و عبدة المقعدين فوق كراسي متحركة، لا يمكنهم التحكم في اوقات تبولهم فبالاحرى التحكم في بلدان بأكملها، ولا يأبه للاعلام المدفوع الاجر، الذي يشغل بالات التحكم عن بعد، تماما كما يشغل الاطفال لعبهم أيام العيد.

 

المملكة المغربية اليوم، تدخل التاريخ من اوسع ابوابه، و تسير نحوة استعادة عضوية تخلت عنها لعقود، دون اللجوء الى الخدع و الاساليب الاستخباراتية التي يلجؤ لها البعض، و انما بالعمل الجاد، و بالانفتاح على افريقيا الام، القارة التي تحتضننا و التي لا يمكن أن تسير نحو التنمية دون المملكة المغربية الشريفة، أرض الاحرار و الرجال و الشهداء و اولياء الله الصالحين، مهد العلم و الدين و منطلق الثوراة بمختلف أنواعها.

 

المغرب بشعبه و ملكه و مؤسساته، ينتظرون اللحظة الحاسمة، حتى يقولوا للعالم أننا نستطيع فعل اي شيء بفضل سياستنا الخارجية التي يعتبر الملك محمد السادس ضامنها الوحيد، و بفضل تعايشنا مع مختلف المواطنين مهما اختلفت دياناتهم و جنسياتهم، و بفضل انفتاحنا على مختلف دول العالم، و كي يؤكدوا لخصوم الوحدة الترابية أن العمل الجاد و حب الخير للاخر فوق أي اعتبار، و الخير يغلب الشر دائما، و كما استرجعنا الصحراء بكتاب الله و عزيمة رجالنا و نسائنا، سنسترجع مقعدنا بالاتحاد الاسمر بملكنا العزيز.

زر الذهاب إلى الأعلى