سائقو سيارات الاجرة بالبيضاء: ريع الفوضى و فوضى الريع

المحرر البيضاء

 

لا يختلف اثنان كون ما يعتبره سائقو سيارات الاجرة بمدينة الدار البيضاء، ليس سوى فوضى تعتبر نتاجا لسنوات من الاهمال من طرف الجهات الوصية على القطاع، و التي ظلت تتماطل في تطبيق القانون على هؤلاء الاشخاص، حتى اصبحوا يعتقدون أن “المأذونية” حق مكتسب، و ليس وسيلة موضوعة رهن اشارة المواطن و خدمته.

 

أرباب سيارات الاجرة بالبيضاء، و لو أنهم يعلمون بأن الدولة “أصلا دايرة فيهم خير”، و ان مصالح الولاية بامكانها سحب مأذونياتهم في اي لحظة يخالفون فيها القانون، لما تجرأ احدهم على اثارة الفوضى اليوم، حتى اصبحنا نتابع اقدامهم على اعتداءات في حق المواطن، وصلت لحد الجريمة.

 

العشوائية التي كان القطاع يعيش على وقعها منذ عقود، و لعل أبسط مثال يؤكدها، هو عصابات الطاكسيات المرابطة امام محطات القطار، و عملها خارج ظوابط المهنة كل حسب ما يمليه عليه شيطانه، كرست في عقول هؤلاء الاشخاص، فكرة مفادها أنهم يقدمون خدمات جليلة للوطن، و أن لولاهم لما تحركت العجلة الاقتصادية في المدينة، و هم بطبيعة الحال على خطأ.

 

فهل يعلم هؤلاء السائقين، بأن هناك ملايين المغاربة، مستعدون لاستغلال المأذونيات التي يستعلونها و بتعريفة منخفظة، بل أن من المغاربة من هو مستعد للعمل عشرة أشخاص على السيارة و دون اثارة المشاكل أو البلبلة، الشيء الذي يحتم على المصالح الولائية للبيضاء عدم التساهل مع اي شخص يرفض الانصياع للقانون، و على راي المثل “لا تولف عادة لا تعادا”.

 

قطاع ينزف في صمت، و بعيدا عن مراقبة الجهات المعنية، جعلته يعاني بين ريع الفوضى الذي تجسد في عقود من الزمان، و فوضى الريع التي يحدثها اليوم سائقو الطاكسيات، و  كأنهم يمسكون السماء بأرجلهم، حيث من المنتظر أن تسقط على رؤوسنا جميعا اذا ما سحبوها.

زر الذهاب إلى الأعلى