محامي فرنسي يتعمد خرق القانون في جلسة محاكمة اكديم إزيك

المحررـ متابعة

أصر المحامي الفرنسي بريهام جوزيف، من دفاع المتهمين في قضية اكديم إزيك، على الحديث باللغة الفرنسية في ثاني جلسة محاكمة في هذا الملف تعقد اليوم الاثنين بسلا، متعمداً خرق القانون الجنائي الذي يحصر الترافع أمام المحاكم  المغربية باللغة العربية.

وبريهام جوزيف، هو محامي المتهم النعمة الأصفاري، أحد المتورطين الرئيسيين في أحداث مخيم “إكديم إزيك”، التي خلفت مقتل 11 عنصرا غير مسلح من القوات العمومية، من بينهم عنصر من الوقاية المدنية.

وليست المرة الأولى التي يثير جوزيف ضجة داخل المحكمة، إذ سبق له خلال الجلسة الأولى يوم 26 دجنبر الماضي، أن أصر على الحديث باللغة الفرنسية، وهو ما يخالف الاتفاقية القضائية بين المغرب وفرنسا، و لم يكثرت لتنبيهات رئيس الجلسة، التي الورفعت بسببه لأكثر من مرة.

واحتج عدد من هيئة دفاع الضحايا على سلوك هذا المحامي، وواجهه المحامي المغربي ابراهيم الراشيدي قائلاً “إن المحامين المغاربة يحترمون القضاء الفرنسي ويترافعون أمامه باللغة الفرنسية”، ودعاه إلى احترام قدسية الجلسة وأخلاقيات مهنة المحاماة.

أمام هذا الأمر، قال أيضاً المحامي عبد الكبير طبيح “في فرنسا لا يسمح للمحامي بالحديث إلا باللغة الفرنسية”، وتساءل قائلاً: “بأي حق يتحدث محامي بلغة غير اللغة العربية”، وتوجه لجوزيق قائلاً: إن “المغرب نال استقلاله منذ 1956 وعليك احترام هذه المهنة والمحكمة”.

كما سجل ممثل النيابة العامة أيضاً قيام المحامي الفرنسي نفسه بتسليم وثائق إلى موكله النعمة الأصفاري، و طالب من رئيس المحكمة العمل على تنبيه المحامي الفرنسي بأن ما قام به مخالف للقانون، وبالتالي عليه إرجاع الوثائق وتسليمه عن طريق محل مخاربته المموجود لدى النقيب عبد الرحيم الجامعي.

كما أن المحامي الفرنسي استفز هيئة الحكم، حيث كان كلما كلمه رئيس الجلسة يوسف العلقاوي أدار ظهره، غير مكترت لتنبيهات الرئيس، ما دفع الأخير إلى رفع الجلسة، لتنظيم سير الجلسة والتنسيق بين دفاع الطرفين.

وتخلف عن حضور هذه الجلسة المتهم محمد الأيوبي الذي توصل بالاستدعاء، لكن تواجده في إحدى المصحات في أكادير، حسب إفادة الوكيل العام لمحكمة العيون، كان سبباً في غيابه. وينتظر أن تبت المحكمة في ملتمس النيابة العامة الرامي إلى فصل ملفه عن باقي المتهمين.

وكانت الغرفة الجنائية بمحكمة الاستئناف بسلا، قررت يوم 26 دجنبر الماضي تأجيل النظر في هذه القضية لجلسة اليوم، وذلك من أجل استدعاء محمد الأيوبي، المتهم الثالث الموجود في حالة سراح والذي تخلف عن حضور الجلسة الأولى لعدم توصله بالاستدعاء، كما رفض في الجلسة السابقة ملتمس دفاع المتهمين القاضي بتمتيعهم بالسراح المؤقت.

وكانت المحكمة العسكرية بالرباط قد أصدرت في 17 فبراير 2013، أحكاماً تراوحت بين السجن المؤبد و30 و25 و20 سنة سجناً نافذاً في حق المتهمين في الأحداث المرتبطة بتفكيك “مخيم اكديم ايزيك”، بمدينة العيون، بعد مؤاخذتهم من أجل تهم “تكوين عصابة إجرامية، والعنف في حق أفراد من القوات العمومية الذي نتج عنه الموت مع نية إحداثه والمشاركة في ذلك” .

يذكر أن أحداث “اكديم ازيك”، التي وقعت في شهري أكتوبر ونونبر 2010، خلفت 11 قتيلاً بين صفوف قوات الأمن من ضمنهم عنصر في الوقاية المدنية، إضافة إلى 70 جريحاً من بين أفراد هذه القوات وأربعة جرحى في صفوف المدنيين، كما خلفت الأحداث خسائر مادية كبيرة في المنشآت العمومية والممتلكات الخاصة.

زر الذهاب إلى الأعلى