رسالة الى “البيجيديين”: ارجعوا الى المعارضة فانتم لا تتقنون شيئا عدا النباح و الكلام الفارغ

المحرر الرباط

 

في ظل الهرج و المرج الذي تسبب فيه ما بات يعرف ب “البلوكاج الحكومي”، و الموقف الذي يتعثر فيه عبد الاله بنكيران، الامين العام لحزب العدالة و التنمية، يتضح أن حليمة لن تتخلى ابدا عن عادتها القديمة، و أن “الشيخة” ستظل ترقص بكثفها حتى يرث الله الارض و من عليها، و حتى وان عينت في منصب “لامين ديال الكوامنجية”، خصوصا و أن الطبع الذي تربت عليه منذ صغرها، جعلها تتبنى سياسة “هزة الكتف”، و تجعلها منهجا تربي عليه الاجيال الصاعدة.

 

و يحكى أنه في يوم من الايام، عاد قط من أداء مناسك الحج، فأقام له أصدقاؤه حفلا بنيت فيخ خيمة كبيرة على مستوى احدى الازقة، و بينما كان القط الحاج جالسا بكل رزانة في “الكوشة”، و يستقبل المهنئين، مر من امامه فأر، فما كان عليه الا أن قفز من مكانه في اتجاه الفأر، سأله أصدقاؤه بكل استغراب، “لقد اصبحت حاجا أيها القط، و بطريقة جلوسك الرزينة، اعتقدنا أنك قد غيرت من سلوكك”، فأجابهم القط بكل هدوء “نعم اخوتي، فالجلوس قد يتغير الى جلوس حاج، لكن القفزة، ستظل دائما قفزة قط”، هكذا هو رئيس الحكومة، الذي و على ما يبدو فانه لن يغير من قفزة القط حتى و ان فاز بأغلبية مطلقة في الانتخابات.

 

قد يتفق معنا البعض كما قد يعارضنا البعض الاخر، بأن السيد عبد الاله بنكيران و من معه، لا يتقنون شيئا في الحياة السياسية سوى المعارضة، لذلك تجدهم يعارضون كل شيء، حتى ما صنعته أيديهم، فعبد الله افتاتي يعارض التحالف مع أخنوش، و عمدة الرباط يعارض والي الجهة، و بنكيران حتى و هو رئيس للحكومة، لم يفوت الفرصة لمعارضة وزيره في المالية، فريقهم البرلماني يعارض التحكم علما أنهم هم من يسيرون الحكومة، بينما ظلت كتائبهم الالكترونية تعارض كل الوزارات عدا تلك التي يسيرها البيجيديون، بل و أنهم في أوج عطائهم و قوتهم قرروا أن يعارضوا المعارضة في اطار الاغلبية الحكومية.

 

شيء طبيعي أن يتبنى مناضلو العدالة و التنمية، سياسة تنبني على المعارضة، حتى و ان كانت لأجل المعارضة، فالحزب و منذ أن تأسس و هو يعارض داخل البرلمان و خارجه، يحمل شعار المعارضة أينما حل و ارتحل، هذفه الاسمى و الوحيد هو المعارضة ولا شيء غير المعارضة، لهذا قد ترى نوابه يعارضون قاضيا كتب مقالا عبر فيه عنه راية بحكم الاختصاص تحت القبة، ثم يخرجون لمعارضة ادماجه في سلك المحاماة، و اخرون يعارضون الابقاء على صندوق المقاصة لأنه يستنزف صناديق الدولة، و في نفس الوقت يعارضون الزيادة في اثمنة الدقيق و الكازوال، و كأننا امام كائنات لا تتقن سوى النباح أمام العدو و الصديق، و لا تفرق في معارضتها بين الصالح و الطالح.

 

اليوم و بعدما تبين أن البيجيديين، لم يكونوا في يوم من الايام في مستوى تطلعات المواطن المغربي، و بعدما اتضح أنهم قد وعدوا و اخلفوا، طالما ان دار لقمان ظلت على حالها بعد خمس سنوات من التسيير الاسلامي الذي لم نرى فيه شيئا يرتبط بالاسلام عدا الاتجار في الدين، و تزويج القنديلات على الطريقة المشرقية لمشايخ المشرق و اعلامييهم، و ان حق القول، فان المكان الطبيعي للبيجيديين اليوم، هو المعارضة، فحبذا لو يعودوا اليها فنراهم يعارضون موازين من جديد، و يقفون الى جانب المعطلين، و ينددون بالتدخلات الامنية أمام البرلمان.

زر الذهاب إلى الأعلى