“عبد الجبار”: من كوماندار للمخازنية الى مستخدم باحدى شركات الامن الخاص

المحرر الرباط

 

لم يكن عبد الجبار يعي جيدا ما كان يفعله عندما أعطى أوامر لعناصره بضرب رجلي سلطة أمام احدى بوابات الملاعب، حيث وقعت كارثة تداولتها مختلف المنابر الاعلامية، و شكلت مادة دسمة شاركها الالاف من الفايسبوكيين المغاربة تحت عنوان “السلطة تسلخ السلطة”.

 

عبد الجبار لم يكن يعلم كذلك، أن فوق كل جبار، الحي القيوم الذي لا يموت، فتمادى في طغيانه، و تسبب في طرد العشرات من المخازنية لاتفه الاسباب، حيث يروي أحد عناصره السابقين في مدينة مراكش، قصة مخزني يدعى “السفري”، تم طرده ظلما و عدوانا، لا لشيء سوى لأن عبد الجبار، أراد أن يعطي به المثال لباقي العناصر.

 

“السفري”، مخزني دفعة 2003، تخرج من مركز اولوز، و انتقل رفقة دفعته للعمل بتكنة “تاركة” بمراكش، هناك وجدوا عبد الجبار في انتظارهم، و الذي مارس عليهم مختلف أنواع الشطط في استعمال سلطة “القبطان المتعجرف”، الذي كان يملؤ سجن الثكنة بالمخازنية بدون سبب، و يفرض قانونه الخاص على عناصر هم في الاصل موظفون لا فرق بينهم و بينه الا بالرتبة.

 

حضر السفري في صباح يوم بارد، و هو يرتدي قفازات لتحية العلم، فتعامل معه عبد الجبار، بطريقة، ربما يستحي بعض البشر من معاملة الحيوانات بها، سب و شتم، وصل حد التطاول على حرمة الام، تطور الى سجال، و انتهى بالاعتداء الجسدي على المخزني المسكين، ثم طرده في مدة لم تتجاوز الاسبوع، و كأن الجهاز برمته كان لعبة بين يدي عبد الجبار.

 

عبد الجبار الذي كان سليط اللسان، لا يجمع بين اللباقة و الادب شيء سوى الخير و الاحسان، ربما كان يعتقد أنه سيخلد فيها الى الابد، خصوصا بعدما تمت ترقيته الى “كوماندار”، و اسندت له مهمة قيادة التكنة، التي كان مجرد قائد وحدة فيها، فتحول الى ماكينة تطحن كل ضعيف سقط في براغيها، دون شفقة ولا رحمة، الى أن اصطدم جبروته بجبروت جنرال يدعى حميدو لعنيكري.

 

واقعة “سلخ رجال السلطة”، أعادت سيناريوهات أفعال عبد الجبار، فسقط في الفخ الذي نصبه للسفري، فتم طرده و ادلاله بنفس الطريقة التي تعامل من خلالها مع ذلك المخزني، الذي غادر التكنة و هو يردد “وكلت عليك الله”، فتأكد للجميع أن الجبار هو الله تعالى، و ماكان الكوماندار سوى عبدا، أعطى به المثل لكل متعجرف يعتقد أنه سيخلد في منصب، وصدق من قال “الدنيا مرة ليك و مرة عليك، فاتقي دعوة المظلوم”.

 

يعيش عبد الجبار اليوم، تحت قيادة جبروت الخواص، حيث توسط له زملاء سابقين لدى احدى شركات الامن الخاص، و هو اليوم يعمل كمكلف بتتبع رجال الحراسة، بعدما كانت الدنيا تقام ولا تقعد له في تكنة تابعة للدولة، فويل لكل جبار من انتقام العدالة السمواية.

زر الذهاب إلى الأعلى