تيفلت: باشا المدينة و الطبيب البيطري يقرران يوم الجمعة عطلة غصبا عن الجزارين

المحرر من تيفلت

 

يبدو أن الأوضاع في قطاع الجزارة بمدينة تيفلت، باتت تنذر بانفجار قد يأتي على عدة رؤوس في السلطة و في مصلحة “حفظ الصحة” التابعة لوزارة الفلاحة، خصوصا في ظل التصعيد الأخير الذي أعلن عنه عبر باشا المدينة و طبيب ملتحي تابع لوزارة الفلاحة بالاضافة الى أحد النقابيين في القطاع يدعي أنه أمين الجزارين و عضو في المجلس البلدي ينتمي لنفس النقابة.

 

وحسب مصادرنا، فإن اجتماعا ضم هؤلاء الاشخاص، انتهى بقرار يقضي بتوقيف عمليات الذبح بمجزرة البلدية خلال يومي الاربعاء و الجمعة، دون علم عدد كبير من المهنيين، بالاضافة الى الشركة التي تكتري المجزرة مقابل مبلغ فاق الخمس ملايين سنتيم، قد تسبب في تأجيج الاوضاع بعدما أغضب عددا كبيرا من الجزارة الذين استنكروا اتخاد مثل هذه القرارات دون اخبارهم، بهذف خدمة أجندات بعض زملائهم المقربين من باشا المدينة.

 

وحسب ذات المصادر، فان الاجتماع الذي تمخض عنه القرار المذكور، قد سبقه اجتماع في منزل أحد الجزارة، قدمت خلاله وليمة عشاء على شرف الباشا و الطبيب، و تم خلاله الاتفاق على أن يكون يوم الجمعة يوم عطلة باعتباره عيدا للمسلمين، و يوم الاربعاء حتى لا يتمكن الجزارة الموسميين الذين ألفوا بيع اللحم في السوق الاسبوعي للمدينة من ذبح بهائهم، و بالتالي سيفرغ السوق للمقربين من باشا المدينة كي يعرضوا سلعهم التي ذبحوها يوم الثلاثاء دون أن ينافسهم أحد، و هو الشيء الذي من شأنه أن يخرج هؤلاء بدورهم للاحتجاج، خصوصا و أنهم يعدون بالعشرات.

 

باسا المدينة، الذي أشر على قرار وقف الذبيحة يوم الجمعة، في خطوة تنم عن الاستغراب و التعجب، غيب الحس الامني، و استبعد مسؤولياته في قراءة ما بعد اتخاد القرار، خصوصا في ظل الاوضاع التي تعيشها بلادنا منذ وفاة محسن فكري لأسباب لا تختلف بكثير عن العشوائية التي تعيشها مجزرة تيفلت، و التي ساهم تهميش مصالح وزارة الفلاحة و البلدية و السلطات المحلية في جعلها مكانا لا يختلف بالشيء الكثير عن “مزبلة ميريكان” مع فرق بسيط هو أن المجزرة يتم فيها ذبح بهائم و تقديمها للمواطنين بمباركة مصلحة حفظ الصحة التي أكد طبيبها أمام الجزارين على أنه لا يتحمل الاوساخ المنتشرة بداخلها، ورمى بالكرة في سلة المجلس البلدي.

 

وإن كان توقيف عملية الذبح بالمجزرة المعلومة، يوم الاربعاء، جاء خدمة لأجندات تسعى الى بسط نفوذها على القطاع، نتساءل عن الاسباب التي جعلت هذا التوقيف يطال يوم الجمعة، و يدفعنا الى التنقيب و البحث في جميع الديانات و المذاهب التي تنص على أن تكون الجمعة يوم عطلة، رغم أننا نعلم بأن العمل بدوره عبادة، بل و أنه مصدر رزق لأسر ربما قد تتسبب الوليمة التي حضرها السيد الباشا في قطع أرزاقها، و قطع الاعناق أقل ضررا من قطع الارزاق في مدينة هي في الاساس لا تعترف بالارزاق مع تناسل الفساد و مشتاقاته.

زر الذهاب إلى الأعلى