تيفلت: “النخلة العاقر”

المحرر من تيفلت

 

الف المغاربة رؤية رمز من الرموز في ساحات كل مدينة يزورونها، حيث تعمل الجهات المعنية على وضع تماثيل للتزيين، تعكس المنتوج او الرمز الذي يوحي الى الاشياء المعروفة بها كل مدينة على حدى، و كمثال على ذلك، تجد رمز الطاجين في احدى ساحات مدينة اسفي، و رمز الفارس الذي يشير الى الخيل بمدينة الخميسات، و رمز الاسماك بمدينة بوجدور لما تزخر به من ثروة سمكية، الى غير ذلك من الشعارات التي تعكس تقاليد و عادات المدن المغربية

 

الغير المفهوم، ان لم نقل الحالة الشاذة فيما سبق ذكره، تنفرد بها مدينة تيفلت، و التي شاءت الاقدارأن تنبث فيها نخلة في ساحة حديثة الولادة، يؤكد العديدون على أنها ظلت عاقر حتى قبل ظهورها، طالما ان الحزب الحاكم في هذه المدينة اختار لنفسه رمز النخلة، و أصر على ان يغرق شوارع المدينة بنخيلة لا تعطي ثمارا، و لا تساهم بأي شكل من الأشكال في زينة المدينة، في وقت تطهر عليها علامات الاهمال شأنها شأن باقي مرافق المدينة.

 

نخلة عاقر، لم تعطي ثمارا بقدرما أعطت شارعا طويلا من النخيل الذي لا يعلم كم كلفت صندوق البلدية سوى السيد الرئيس و من يدور في فلكه، بل و أثبتت للجميع أن مدينة المجاهدين و الشهداء، قد تحولت فعلا الى غابة يفعل فيها بعض الاشخاص المعروفين ما يشاؤون في وقت يعيش السواد الاعظم من الساكنة تحت عتبة الفقر، متجولين في شوارع لا فرق بينها و بين “مزبلة ميريكان” سوى بالطريق المعبدة و المليئة بالحفر.

 

رئيس يشتري ضيعة من عمه و ساكنة لا تجد قبرا تسكنه الى ان تنتقل الى جوار ربها، عمال انعاش يشتغلون في ضيعة الرئيس، و شوارع تعج بالازبال في امس الحاجة لمن يكنسها، اراضي تنهب علنا، و أخرى تفوت لزمرة من السماسرة يوزعونها كيف يشاؤون، هكذا هو حال مدينة تفاجأنا كما تفاجأ الجميع بعدد كبير من ساكنتها يطالبون برحيل الرئيس اياما قليلة بعد نتائج انتخابية قيل ان هذا الاخير قد فاز بها بأغلبية غير مفهومة.

 

هكذا هو حال مدينة أقبرت رموزها و استبدلت بنخيل رئيس لا يؤمن سوى بالنخلة العاقر التي أصر على أن يملأ جنبات شوارعها بها، في منظر قد يعتقد الكثيرون انه عادي بينما قد يكون للفلاسفة فيه رأي آخر. 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى