و شهد شاهد من أهلها: احجيرة يقصف حميد شباط بسبب تصريحاته المعادية لموريتانيا

المحرر الرباط

 

يعيش حزب الاستقلال منذ مدة، على وقع التصدع في بيته الداخلي، في مرحلة لا شك انها ستكون بداية لنهاية “قذافي السياسة المغربية”، و الذي من المنتظر أن يسقط أمام باب العزيزية كما سقط قبله عدد من مجانين السياسة الذين كانوا يضنون أن بوصولهم الى الامانة العامة لحزب معين، قد قطعوا الواد، و جفت أرجلهم من الماء، و هو ما ينطبق على حميد شباط، الرجل الذي قرر أن يسير على خطى الاعرابي الذي قال لأمير المؤمنين “أريد أن أشهر و لو باللعنة”، فسار يتطاول على غيره و يفرق الاهانات يمينا و شمالا، ضاربا بعرض الحائط، الاخلاق السياسية التي من المفروض ان يتبناها الامناء العامون للاحزاب، و كذا سياسة المغرب الخارجية، التي يؤكد جلالة الملك على انها يجب أن تنبني على احترام خصوصيات الدول، و أمورها الداخلية، و سيادتها على اراضيها.

 

تصريحات حميد شباط، التي هاجم من خلالها الشقيقة موريتانيا، لم تجلب له الانتقاذات من القادة السياسيين المغاربة فحسب، و انما جعلت منه أضحوكة داخل صقور حزبه، الذين شرعوا في التساؤل عن مصدر مصيبة ابتلاهم بها القدر، بعدما كانت ديبلوماسية الاستقلاليين تعتبر مصرب مثل على المستوى الدولي، و بعدما كان الحزب يتصدر الساحة السياسة في المغرب، و يضرب له الخصوم الف حساب، و بينما يتواصل القصف السياسي من طرف سياسيي المغرب و محلليه في اتجاه حميد شباط، خرج توفيق احجيرة، رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال، ببيان انتقذ من خلاله على تصريحات هذا الرجل، و عبر عن اسفه من النتائج الوخيمة التي اسفرت عنها.

 

و بكل شجاعة و مسؤولية، أصدر توفيق احجيرة، بيانا يؤكد على أن تصريحات أمينه العام تخصه لوحدة، وأن توقيت هذه التصريحات ومضمونها لم تتم مناقشتهما والموافقة عليهما في أي مؤسسة تابعة للحزب، مضيفا: “أعلن أنني سقطت في سوء تقدير لخطورة تصريح الأمين العام على علاقاتنا المتينة والدائمة التي ربطتنا دائما مع الشقيقة موريتانيا، ولمضاعفات تصريح الامين العام لحزب الاستقلال المتعلق بهذا الموضوع، علاقة بمجهودات المملكة المغربية على المستوى الجهوي والقاري والتي كانت دائما تقوم على حسن الجوار والتعاون والتضامن”.

 

و تابع رئيس للمجلس الوطني لحزب الاستقلال، ثاني مؤسسة تقريرية بعد المؤتمر العام للحزب، بيانه بالاشارة الى انه و بعد أخذ الوقت الكافي لتقييم ما وقع، وبعد التداعيات الكبرى للموضوع على المستوى الوطني والقاري والدولي، يود أن يذكر بأن اختيار هذا الموضوع وتوقيته ومضمونه لم تتم مناقشتها والموافقة عليها في أي مؤسسة تابعة للحزب وأن ما صرح به الأمين العام كان تصريحا شخصيا، أخذ حرية التصرف فيه معتبرا أنه يتكلم في اجتماع داخلي، مضيفا أن البلاغ الصادر عن اللجنة التنفيذية، والذي حضر في إعداده، قد تم تناوله من باب الاستحضار التقليدي لمواضيع الساعة دون توقع ما سوف يترتب عن ذات الموضوع من آثار سلبية.

 

وذكر احجير بأن مواقف حزب الاستقلال الرسمية المتعلقة بموريتانيا، البلد الجار والشقيق، كانت دائما مبنية على احترام حدودها ووحدتها الترابية المعروفة والمتعارف عليها في القانون الدولي، معربا عن تقديره لرأي “الأشقاء الموريتانيين لهذا الانفلات”، و عن تضامنه المطلق معهم، كما اكد على ان هذا التصريح لا يمكن أن يعكر الأجواء مع أشقائنا وإخواننا الموريتانيين وأن حزب الاستقلال لايزال على عهد رواده ومع دعم التعاون الثنائي والاحترام المتبادل في سياق ايمان قيادييه القوي بضرورة بناء أسس جيدة تقوم على إرساء الاتحاد المغاربي على ثوابت متينة تراعي المصالح العليا المشتركة”.

زر الذهاب إلى الأعلى