روسيا ترسل جنودها إلى سوريا فيبتلعهم البحر الاسود .. ولا ناجين

 

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، عدم رصدها لأي ناجين في موقع تحطم الطائرة الروسية التابعة لها من طراز Tu-154، والتي كانت في طريقها من مطار سوتشي إلى قاعدة حميميم الروسية في مدينة اللاذقية بسوريا.

وأعلنت الوزارة في وقت سابق اليوم الأحد “العثور على أجزاء من الطائرة على بعد 1,5 كلم من ساحل مدينة سوتشي وعلى عمق 50 إلى 70 مترا” في البقحر الأسود .

قالت في بيان وكالة أنباء “تاس” الروسية إن الطائرة صنعت العام 1983 ولها سجل طيران يبلغ 6689 ساعة، لافتة إلى أن آخر إصلاح أجري للطائرة كان في الـ29 من ديسمبر/ كانون الأول العام 2014، وآخر صيانة مجدولة خضعت لها كانت في سبتمبر/ أيلول الماضي.

واضافت إن عمليات البحث جارية بعد تحطم الطائرة التي كانت متجهة إلى سوريا وعلى متنها 92 راكبا بينهم عدد من كبار الضباط، مستبعدة العثور على أحياء، بينما فتحت لجنة عسكرية روسية تحقيقا جنائيا بشأن الحادث.

واعلن الرئيس الروسي أعلن تشكيل لجنة حكومية للتحقيق يرأسها رئيس الوزراء ديميتري ميدفيديف وتم إرسال أول لجنة تحقيق من قبل وزارة الدفاع للوقوف على حيثيات الحادث.

كما فتحت لجنة التحقيق الروسية العسكرية قضية جنائية بشأن تحطم الطائرة لتحديد ما إذا كان الحادث ناجما عن انتهاكات لنظم السلامة الجوية، حيث يجري استجواب الطاقم التقني المكلف بإعداد الطائرة للإقلاع.

وهرعت عشرات السفن والطائرات والمروحيات والطائرات بدون طيار للبحث عن الجثث وحطام الطائرة المنكوبة على مساحة تبلغ سبعة كيلومترات على طول الشاطئ، وعلى عمق بين 50 و70 مترا.

وتبين من لائحة الركاب والطاقم وفق وزارة الدفاع أن 64 من أعضاء فرقة ألكسندروف الرسمية لـلجيش الروسي، وقائدها الجنرال فاليري خليلوف كانوا على متن الطائرة، إضافة إلى أربعة ضباط برتبة عقيد، وثلاثة ضباط آخرين برتبة مقدم ورائد ونقيب.

وكان بين الركاب إضافة إلى الضباط وجنود روس، مدير إدارة الثقافة في وزارة الدفاع الروسية، وشخصية شهيرة في مجال العمل الإنساني، وتسعة صحفيين، بينهم ثلاثة من موظفي قناة “بيرفي كنال” العامة.

وكانت فرقة “الجيش الأحمر” الموسيقية الشهيرة متجهة إلى سوريا للترفيه عن الجنود الروس بمناسبة العام الجديد، وفق ما ذكرته وزارة الدفاع الروسية.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشنكوف أن فرق الإنقاذ انتشلت سبع جثث تعود لركاب الطائرة، بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية، في حين تستمر أعمال البحث عن باقي الركاب.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف للصحفيين اليوم الأحد إن من السابق لأوانه تحديد سبب تحطم الطائرة، وأضاف أنه يتم إطلاع الرئيس فلاديمير بوتين على تطورات الحادث.

وقال بيسكوف إن الرئيس فلاديمير بوتين أبلغ بالوضع وهو يتابع تطور عمليات البحث، وعلى اتصال دائم مع وزير الدفاع سيرغي شويغو، مضيفا أنه “من المبكر الإدلاء بأي تصريح بشأن طبيعة الحادث”.

من جهتها، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر أمني لم تحدده قوله إن البيانات الأولية تشير إلى أن سبب تحطم الطائرة هو عطل فني أو خطأ من الطيار، ونقلت إنترفاكس عن مصدر لم تسمه أن الطائرة لم ترسل إِشارة استغاثة.

وكانت الطائرة قد أقلعت في الساعة 5,40 بتوقيت موسكو (2,40 بتوقيت غرينتش) من مدينة أدلر في جنوب منتجع سوتشي في رحلة روتينية إلى قاعدة حميميم الجوية القريبة من اللاذقية في شمال غرب سوريا، قبل أن تختفي من شاشات الرادار.

وسبق لهذا الطراز من الطائرات، توبوليف-154 أن تعرض لحوادث، ففي أبريل/نيسان 2010 تحطمت طائرة من هذا النوع كانت تنقل 96 شخصا بينهم الرئيس البولندي ليخ كازينسكي ومسؤولين بولنديين كبارا، أثناء هبوطها قرب سمولينسك غرب روسيا، وقضى كل من كان في الطائرة.

يذكر أن روسيا والنظام السوري قد وقعتا في أغسطس/آب 2015 معاهدة تتيح لروسيا استخدام قاعدة حميميم الجوية لفترة غير محدودة وتمنح المعاهدة التي صدقها بوتين في أكتوبر/تشرين الأول 2016 العسكريين الروس وعائلاتهم حصانة دبلوماسية.

وتنطلق من قاعدة حميميم شمال غرب سوريا الطائرات الروسية لتنفيذ ضربات ضد مواقع المعارضة المسلحة، وتنشر روسيا في القاعدة أنظمة دفاع جوي متطورة.

وحول قائد الطائرة، كشف بيان الوزارة الروسية أن اسمه، رومان فولكوف، ووصفته بأنه “طيران من الدرجة الثانية،” وسجل طيرانه يتجاوز الثلاثة آلاف ساعة.

ويشار إلى أن درجة حرارة المياه في البحر الأسود الأحد تبلغ عشرة درجات مئوية، الأمر الذي يؤدي للإصابة بانخفاض حرارة الجسم خلال ساعة تقريبا، وفقا لما نقلته وسائل إعلام روسية.

إلى ذلك أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم غد الاثنين الـ26 من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، يوم حداد وطني على ضحايا الطائرة المكنوبة.

زر الذهاب إلى الأعلى