الاشادة بقتل الرئيس الروسي تعيد طرح اشكالية الفكر الارهابي داخل حزب المصباح

المحرر الرباط

 

 

اثار مقتل السفير الروسي بتركيا، جدلا واسعا في اوساط النشطاء عبر مختلف دول العالم، حيث اختلفت الاراء بين حمل مسؤولية الحادث للدولة التركية التي لم تتخد معايير لمتابعة عناصر الشرطة و مراقبة تصرفاتهم، و من اكد على ان السفير قد ارتكب خطأ قيد حياته حينما رفض تعيين حراس شخصيين بدعوى ان تركيا بلد امن و امان ولا يمكن لاي شخص ان يخاف على نفسه فوق ترابها، بينما اكد عدد من المتجادلين حول هذا الموضوع على ان الشرطي الذي قتل السفير، قد ارتكب حماقة سيدفع ثمنها شعب تركيا باكمله.

 

 

الاستثناء في قضية مقتل السفير، حققه حزب العدالة و التنمية، بعدما تم اعتقال عناصر في شبيبته على خلفية الاشادة بعملية قتل السفير، و اعتبارها بطولة تحققت بعدما عجز الكثير عن ردع روسيا، ما جعل الملايين من النشطاء يتساءلون عن محل اعراب التوجه المغربي الجديد في مجال محاربة الارهاب من قاموس حزب العدالة و التنمية، الحزب الذي قاد الحكومة المغربية لخمس سنوات، و استمر في دحض تهمة الارهاب عن عناصره، مؤكدا على تبنيه للسلام و الاعتدال.

 

 

الاشادة بمقتل السفير الروسي، و بالاضافة الى انها وقعت اياما قليلة بعد تصريحات عبد الاله بنكيران التي هاجم من خلالها روسيا بسبب سوريا، فانها تنم عن الفكر الذي يتبناه صقور العدالة و التنمية، والذي يورثونه لشبيبة حزبهم، في وقت يتساءل عدد من المعلقين عما اذا كانت نهاية السفير الذي كان له الفضل الكبير في ضخ دماء جديدة في العلاقات الروسية التركية، ستكون بمثابة حل نهائي لما يقع في بلاد الشام، و الجميع يعلم ان السفير ليس سوى موظف في السلك الديبلوماسي الروسي ولا تأثير له على القرارات السيادية لبلده.

 

 

من جهة أخرى، فان اعتقال عناصر من شبيبة العدالة و التنمية و هم يصفون قاتل السفير بالبطل، يجعلنا نتساءل عن مصير هذا الوطن اذا ما تمكن اخوان بنكيران من تشكيل حكومة ستقود المغرب لخمس سنوات اخرى، و هم نفس الاشخاص الذين لم يتمكنوا حتى من اشاعة ثقافة التعايش و السلام في أوساط تلاميذهم، رغم ان عبد الاله بنكيران ظل يؤكد على ان حزبه لا يتبنى التشدد و الارهاب في جميع هياكله، ما يؤكد ان هذا الحزب قد اصبح يشكل حالة شاذة في الساحة السياسية المغربية، يجب استئصالها باجماع من الشعب المغربي الذي قد يكون قد انخدع فيها في وقت سابق.

 

 

تصريحات بنكيران التي سبقت حادث الاشادة بمقتل السفير، تعتبر دليلا على ان ما وقع مؤخرا، يعتبر منهجا يتوارثه البيجيديون فيما بينهم، و ان الارهاب و الاشادة به، اصبح سنة يتبعها الخلف، في اطار مشروع سياسي هدفه قد يشكل خطرا على امن الامة المغربية و استقرارها، خصوصا و نحن امام مشهد يعكس الاشادة بعمل ارهابي، من شأنه أن يقود علاقات دولة بأخرى، و ان ينسف بالمجهودات الاممية الرامية الى نشر السلام بين مختلف دول العالم، لاسباب قد تكون أكبر بكثير من مستوى تفكير شبيبة العدالة و التنمية و ربما حتى قيادييها المعروفين.

 

 

و يمكن اعتبار حادثة الاشادة التي وقع فيها البيجيديون، و من معهم، بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، و كشفت للمغاربة بمختلف مشاربهم، حقيقة حزب لطالما استغل الاسلام كمطية من أجل التغلغل في مختلف الادارات العمومية و تعيين كوادره فيها على أمل جعل المغرب يعج بأمثال الشرطي الذي قتل السفير، وذلك من أجل تحقيق مآرب لا يعلمها الا الله و بنكيران و من معه، في وقت يبقى فيه الشعب المغربي هو الضحية الوحيدة لحزب لا يختلف بشكل كبير عن الجماعات الارهابية التي تنتشر عبر مختلف الدول و ضواحيها.

زر الذهاب إلى الأعلى