ما هكذا تؤكل الكتف يا “أبجيك””

المحرر الرباط

 
أن تعلن ولاءك لجماعة العدل و الإحسان المتطرفة، فذلك يعنيك لوحدك، لكن ان تفرض على القارئ العزيز أفكارا لا توجد الا في مخيلة محمد العبادي و من معه، فان هذا الأمر يجعلك تسقط في المحظور، و يسقط القدسية على مقالاتك، و هو نفس الشيء الذي وقع للمدعو “خالد أبجيك”، في مقال حرره و أرسله لموقع مصري، و حاول من خلاله توهيم الأشقاء المصريين بأن جماعة العدل و الإحسان، تعتبر اكبر جماعة في المغرب.

 
مقال المدعو “أبجيك”، الذي استمده من حفل تأبين الراحل عبد السلام ياسين، مؤسس جماعة العدل و الإحسان، و الذي أقامته الجماعة يومي السبت والأحد المنصرمين بمدينة سلا، تضمن العديد من المغالطات لعل أهمها هو محاولة ايهام الراي العام المصري، بأن جماعة العدل و الاحسان، تعتبر اكبر جماعة إسلامية بالمملكة، و أن تأثيرها ربما قد يفوق تأثير الإخوان المصريين قبل انتهاء مدة صلاحيتهم، و هو الشيء الذي يعي المغاربة جيدا، انه غير صحيح، في ظل الكوارث التي تعيشها الجماعة منذ تأسيسها.

 
جماعة العدل و الاحسان، التي يؤكد العديد من المهتمين بالشأن الديني المغربي، على انها تعيش بداية نهايتها، و في إطار محاولاتها الاستعانة بالتيار الحداثي في المغرب، تعمدت استدعاء عددا من الحقوقيين المعروفين بدفاعهم عن الشواذ، و عن الحريات الجنسية، من اجل مشاركتها حفل تأبين الراحل ياسين، و هو ما ينم عن هشاشة المبادئ التي تتبناها في كل وقت و حين، و عن الحقد الذي تكنه للنظام في المغرب، خصوصا و أن معظم الحاضرين لحفل التأبين معروفون بعدائهم للنظام، و مهاجمتهم له تحت مظلة حقوق الانسان التي أصبحت أكثر ميوعة من الأفلام المكسيكية التي تعرض على القناة الثانية.

 
و لعل أكبر دليل على ان الجماعة، ليست سوى أداة يتم استعمالها من اجل النيل من المغرب، و الضرب في مصداقيته، هي نوعية الحاضرين لحفل تأبين مؤسسها، و كيف أن هذا الحفل قد اتخذ طابعا سياسيا أكثر مما هو ديني، خصوصا في ظل تواجد وجوه من أمثال خديجة الرياضي و المعطي منجيب، و عدد من الاشخاص الذين تتعارض مبادئهم في العمل، مع ما تتبناه الجماعة من مبادئ، الشيء الذي يجعلنا نتساءل عما اذا كانت العدل و الاحسان مستعدة للتحالف مع الشيطان، بهدف النيل من النظام المغربي، و إعادة سيناريوهات سوريا و مصر و العراق، فوق أرض المملكة المغربية.

 
ولا ندري اذا ما كان المحترم “خالد ابجيك” ينتمي للجماعة أم لا، لكن ما تضمنه مقاله من مغالطات، و أكاذيب، و محاولاته الترويج لأفكار الجماعة على طريقته الخاصة، يجعلنا نتساءل عن محل إعراب الحياد و نقل الخبر من الفقرات التي أرسلها للجريدة المصرية، في وقت نعلم فيه جميعا أن حفل تأبين الراحل ياسين، لم يختلف كثيرا عن البهرجة التي الفت الجماعة تنظيمها بين الفينة و الاخرى، و عن الخرجات الاعلامية التي لطالما حاول العدلاويون من خلالها ترويج أفكار رجل انشق عن زاوية ليؤسس أخرى، بعدما استطاع أن يجد الدعم من الخارج لهذا الغرض.

 
و عندما يدعو العبادي الى إقامة ما اعتبرها “دولة الإنسان”، و هو نفسه الذي يمارس أنشطة محظورة دون ان يتعرض لاي مضايقة من طرف الدولة التي يتخذها عدوة له، فمن حقنا ان نتساءل، عن الطريقة التي يريد هذا الرجل أن يؤسس دولة من خلالها، اللهم اذا كان الأمر يتعلق بدولة شبيهة بتلك التي أسسها البغدادي في العراق، و نحن كمغاربة نعلم بأن أول جماعة اسلامية في المغرب، تتطاول على حقوق الإنسان هي جماعة العدل و الاحسان، في ظل الآلاف من الدعاوى القضائية التي يتابع فيها العدلاويون باصدار شيكات بدون رصيد، أو باقامة علاقات جنسية مع متزوجات…..

 
و في السياق ذاته، فان ما يجهله الكاتب المحترم، هو أن أكبر جماعة اسلامية في المغرب، يشكلها أزيد من ثلاثين مليون مغربي، ملتفين حول إمارة المؤمنين، لأن جماعة الشعب الإسلامية، لا يمكن للعدل و الإحسان، ولا لغيرها أن يؤثر على تفكيرها، خصوصا في ظل يقين الشعب المغربي بأن الملك محمد السادس هو الضامن الوحيد لالتحام الأمة، و لقوتها أمام جماعات لا هم لديها سوى تشتيت شعب يحيى و يموت على شعار “الله الوطن الملك.

زر الذهاب إلى الأعلى