قلة الأمطار تؤثر على إنتاج الحليب بالمغرب

المحرر

قال امحمد لولتيتي، رئيس الفدرالية البيمهنية المغربية للحليب (FIMALAIT)، إن ندرة الأمطار تؤثر بنسبة 20 في المائة على إنتاج الحليب بالمغرب، مشيراً إلى أن هناك فرقاً في التأثر بين المناطق المسقية والبورية بنسب متفاوتة، حيث يتم إنتاج الكلأ وتغذية الأبقار الحلوب.

وأضاف لولتيتي، في تصريح صحفي، على هامش لقاء نظم اليوم بالرباط حول “سلسلة القيم للحليب” بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، مع مركز الاستشارة الفلاحية المغربي الألماني، أن إنتاج الكلأ في المناطق البورية يتأثر بشكل أكبر من المناطق المسقية، التي تعترف استقراراً.

وتبحث الفدرالية البيمهنية المغربية للحليب مواجهة تحديات ندرة الأمطار لتوفير الكلأ، وبالتالي الحفاظ على استقرار إنتاجية الحليب بالمغرب، والرفع منها، وذلك في إطار شراكات واتفاقيات ضمن مخطط المغرب الأخضر، ومن ضمنها اتفاقية وقعت اليوم مع مركز الاستشارة الفلاحية المغربي الألماني، الذي سيوفر التجربة الألمانية لفائدة منتجي الحليب بالمغرب.

وبحسب أرقام الفدرالية، فقد وصل إنتاج الحليب بالمغرب سنة 2015 حوالي 2 مليار و450 مليون لتر، مقابل مليار و800 مليون لتر سنة 2008، مُحققاً بذلك ارتفاعاً نسبته 36 في المائة، أي ما يعادل 5 في المائة في السنة، هو رقم تعتبره الفدرالية مهماً جداً بالنظر للظروف المناخية الصعبة.

وتضم الفدرالية البيمهنية المغربية للحليب جميع الفاعلين في سلسلة الحليب، من منتجين ممثلين عن الفدرالية الوطنية لمربي الماشية منتجي الحليب، التي تضم تقريباً 152 ألف منتج، من أصل 270 ألف منتج في المغرب، أي بنسبة 70 في المائة من منتجي الحليب منضوون في الفدرالية.

و تضم أيضاً مصنعي الحليب، المنظمين في الفدرالية الوطنية لمصنعي الحليب، يعملون على جمع الحليب من 182 ألف منتج عبر مناطق المغرب، وقد حازت الفدرالية البيمهنية المغربية للحليب أخيراً الصفة القانونية في إطار القانون 03.12 المتعلق بالتنظيميات البيمهنية.

يقول عبد الرحمن لكحل، مدير الفدرالية البيمهنية المغربية لإنتاج الحليب، في حديث مع “المجلة24″، إن هدف الفدرالية هو المساهمة في تطوير سلسلة الحليب بالمغرب، وتدبيره ومراقبة السوق وتزويده، وتحسين الجودة، والتكوين والتأطير لفائدة الفلاحين بالمغرب.

ويشير لكحل إلى إنتاج الحليب يخضع بشكل كلي للظروف المناخية، حيث يتم الاعتماد على الكلأ المرتبط هو الآخر بالتساقطات، على الرغم من أن 80 في المائة من إنتاج الحليب بالمغرب مرتبط بالمناطق المسقية، لكن حين تتوالى سنوات شح الأمطار تتأثر السلسلة شيئاً ما، خاصة ارتفاع أسعار الكلأ.

ويرى لكحل أن سلسلة إنتاج الحليب بالمغرب تعرف دينامية مهمة من بين السلاسل الفلاحية الأخرى، ويستدل على ذلك ببلوغ نسبة تغطية الاستهلاك بالإنتاج الوطني إلى 95 في المائة، مشيراً إلى أن المغرب قريب من الاكتفاء الذاتي الكامل في هذا المجال، حيث يتم استيراد فقط بعض المنتوجات الحليبية كالجبن.

وتهم الاتفاقية التي تم التوقيع اليوم الخميس بين الفدرالية ومركز الاستشارة الفلاحية المغربي الألماني أساساً التكوين والتأهيل المهني للمنتجين، وقال لكحل: “الفلاح المنتج هو المحور الأساسي، لهذا يجب أن يعتمد أساليب وتكنولوجيا حديثة للانتاج، والتجربة الألمانية معروفة في العالم في إنتاج الكلأ وتصبيره”.

وتسعى الفدرالية البيمهنية المغربية للحليب، بمساهمة التجربة الألمانية الرائدة في هذا المجال، بلوغ رقم 4 مليارات لتر من الحليب سنة 2020، بمساعدة الفلاحين المنتجين على التكوين وتعلم طرق إنتاج الكلأ وتغدية الأبقار الحلوب وتوفيره في مواجهة ندرة الأمطار التي تعرف المواسم الفلاحية بالمغرب.

ويساهم شركاء خواص من المغرب وألمانيا في تكوين الفلاحين المغاربة، من خلال فضاءات تجريبية ثمانية تم إنشاؤها منذ السنة الماضية بكل من برشيد، حد كورت، القصر الكبير، مكناس الروماني وسيدي سليمان، حيث ستم تكوين الفلاحين في مجالات الإنتاج النباتي والميكانيك وتدبير المقاولات الفلاحية وتربية الأبقار.

ويبلغ استهلاك المواطن المغربي حالياً للحليب 72 لتر في السنة، في الوقت الذي تتحدث المعايير الدولية عن 90 لتر سنوياً للفرد، لكن الفدرالية وضعت أمامها وصول هذا الهدف سنة 2020، وترى أن نسبة تغطية الاستهلاك بالإنتاج رقم مهم.

جدير بالذكر أن مركز الاستشارة الفلاحية المغربي الألماني تأسس سنة 2013، في إطار اتفاقية بين وزارتي الفلاحة الألمانية والمغربية، من أجل مواكبة أهداف مخطط المغرب الأخضر، ويهدف المركز إلى رفع مردودية الإنتاج الفلاحي وتثمين وتطوير الكفاءات البشرية عبر التكوين المستمر.

زر الذهاب إلى الأعلى