من أين تأتي قشرة الرأس حسب آخر الدراسات؟

 

 

المحرر

 

يتعرّض الأطفال إلى قمل الرأس أمّا الكبار فينزعجون من قشرة الرأس التي هي مشكلة جلدية شائعة يشكو منها 50 بالمائة من إجمالي سكّان الأرض باختلاف أعراقهم ومناطق تواجدهم.

 

منذ قرون خلت، يحاول العلماء فهم هذه المعضلة إلى أن ربط في القرن التاسع عشر، الميكروبيولوجي الفرنسي لويس شارل مالاسيه، تشكّل القشرة بإفرازات خمائر “الملاسيزية” Malassezia. وعلى الرغم من وجود علاقة ضئيلة بين نسبة تكاثر هذه الخميرة على فروة الرأس وشدة سوء الوضع على صعيد القشرة الكثيفة، لم يناقض هذا الافتراض أحد من الباحثين.
 
لكن الأعمال البحثية المنشورة منتصف شهر مايو 2016 في مجلة التقارير العلمية Scientific Reports أطاحت إلى حدّ ما بهذه الفرضية بعدما اعتبر الباحثون في جامعة جياو تونغ في الصين أنّ غزو القشرة لفروة الرأس يعود إلى أنّ الشعر يكون ملوّثا بحوافل كبيرة من بكتيريا المكوّرات العنقودية Staphylocoques على حساب تواجد كميّات ضئيلة من جراثيم البروبيونيك Propionibacterium التي تكون في العادة بين الشعر.
 
توصّل هؤلاء الباحثون الصينيون في نظريتهم الحديثة، عقب تحليلهم لفروات رأس 363 إنسان تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 سنة، إلى أنّ الاختلال في التوازن البكتيري في فروة الرأس، لصالح تنامي وتكاثر المكورات العنقودية، هو المسؤول عن قشرة الرأس التي يُستعصى التخلّص منها بالشامبوهات الطبية المعتادة. بالإضافة إلى ما سبق، لاحظ الباحثون الصينيون أنّ الشعر الوسخ بالقشرة، بالمقارنة مع الشعر الصحّي، تعاني فروته من قلّة الرطوبة ومن قلة إفراز الزهم Sébum، تلك المادة الزيتية التي تفرزها الغدد الدهنية.
 
ما لم يتمكّن بعد من حسمه العلماء هو : هل ثمّة سبب وحيد لقشرة الرأس أو مجموعة أسباب وعوامل مشتركة تزيد الطين بلّة ؟ 
 
من منظار الباحث الأسترالي في جامعة سيدني Bernie Hudson ، حسبما صرّح لمجلّة New Scientist، إنّ احتمالية أن يكون وراء غزو القشرة للرأس عوامل كثيرة واردة جدا. ولذا التعرّف على سبب جديد أو على جملة من الأسباب يسهم في اكتشاف علاجات أفضل.
 
إنّما لحدّ اليوم، من أتى من الشامبوهات في صدارة الفعالية كان مركّب زنك البيريثيون Zinc-pyrithione الذي يكافح في آن فطريات الرأس وبكتيريا المكورات العنقودية لكن هذا العلاج  لا يتجاوب معه جميع الناس.
 
ولذلك يأمل الباحثون الصينيون في المرحلة المقبلة من أبحاثهم أن يتمكنوا من استنباط علاج حديث قادر أن يؤمّن لفروة الرأس عودة التوازن ما بين البكتيريا العنقودية وبكتيريا البروبيونيك.

الإيضاحات مع سمر فهمي، الدكتورة الاختصاصية في طبّ الجلدية في المستشفى الكندي التخصصي في دبي.

زر الذهاب إلى الأعلى