رسالة الى المحترم محمد أكضيض: نحترم فيكم روح الوطنية لكنكم فشلتم في الاختبار

المحرر العيون

 

لست ادري ما اذا كانت وجهة نظري ستروق للأخ المحترم محمد اكضيض، أم لا، لكنني على يقين من أنني أتحدث بعفوية، و غيرة على وطني أولا ثم على اكضيض نفسه، الذي أحرجنا امام ملايين المتتبعين من خلال تدخله على قناة فرانس24، الذي لم يكن صراحة، في المستوى المنشود، خصوصا و ان هذا الرجل الذي نحترم فيه روح الوطنية و الغيرة على البلاد، أبان على انه ليس على دراية بملف الصحراء، واكتفى في اعادة ما يقرؤه المواطن على الجرائد المغربية.

 

محمد أكضيض الذي استضيف بقناة فرانس24، على اساس أنه خبير في القضايا الامنية، لا لشيء سوى لانه شارك في احدى البعثات الاممية لحفظ السلام، حيث كان يطبق الاوامر دون أن ينتج قرارات أو يساهم في الاجتماعات التي تعقد على أعلى المستويات، أظهر أن التعتيم الذي ضرب على قضية الصحراء ابان عهد المرحوم الحسن الثاني، قد اضر كثيرا بالقضية، و جعل معظم المغاربة لا يفقهون شيئا في هذا الملف سوى يقينهم من أن الصحراء مغربية.

 

“قاسح احسن من كذاب”، هكذا نود أن يفهم رأينا القارئ العزيز، لأن المنعرج الذي وصل اليه ملف الصحراء اليوم، يستدعي تكوين المغاربة على الدفاع عن وحدتهم الترابية، و يحتم على الكثيرين ممن نتابعهم اليوم عبر القنوات التلفزية و هم يدافعون عن مغربية الصحراء، الالمام بالقضية جيدا قبل الخوض فيها، حتى لا يقعوا فيما وقعت فيه المدعوة نزهة سابقا، ثم محمد اكضيض يوم أمس، و الذي لم يجب على اي سؤال من الاسئلة التي وجهت له، بقدرما خاض في الحديث عن المخابرات الجزائرية و اشياء هامشية لا علاقة لها بالموضوع.

 

السؤال الذي نطرحه اليوم على الاخ محمد اكضيض، متعلق بالفائدة من وراء اضاعة 40 ثانية من وقت البرنامج، في دعوة القناة الى الغاء تداول مصطلح “الصحراء الغربية”، و الامم المتحدة التي تعتبر مرجعا لمثل هذه المصطلحات، تصف الصحراء بالغربية، بل أن أحزابا و هيئات عمومية مغربية تصفها كذلك، في اشارة الى أن الصحراء الغربية، هو مصطلح جغرافي، و ليس سياسي كما يعتقد الكثيرون، و حتى ان كانت الصحراء غربية، لانها تقع في الجنوب الغربي، فان هذا لن يؤثر على انتمائها للوطن الام “المملكة المغربية”.

 

ما فائدة مناقشة ما يرتديه زعيم جبهة البوليساريو، و العالم باسره يعلم بأن هذا الكيان، يتخد الصبغة العسكرية، بل و يجند الاطفال دون الخمسة عشر سنة، ثم ما فائدة اتهام الطرف الاخر بالولاء للمخابرات العسكرية، و موضوع الحلقة يتمحور حول التصعيد العسكري، و أخيرا ما علاقة عميد متقاعد في سلك الشرطة، بمواضيع عسكرية محضة، في وقت كان من الاجدر بالاخ اكضيض أن يعتذر عن دعوة القناة، بدعوى أنه ليس على المام بالموضوع، بدل الانسياق الى خدعة ربما قد تكون متعمدة من طرف القائمين على البرنامج.

 

حقيقة الامر، هو ان الاستاذ محمد اكضيض، و للاسف، لم يكن موفقا في تدخلاته، التي جاءت في مجملها خارج اطار الموضوع، و هو يحاور احد الاعلاميين المتمرسين، الذي خاض تجارب سابقة في مثل هذه الحالات، و سبق و ان قاد موقعا تسبب في وقت سابق في اشعال فتنة بالصحراء، بل و أن البوليساريو تعتمد على خدماته بمكتبها في باريس، لانه أولا على اطلاع بالقضة من الفها الى يائها، و على اطلاع بالجغرافيا بحكم انتمائه للمنطقة، بينما نشك في ان يكون الاخ اكضيض قد زار مدينة العيون أو بوجدور او داخلة و لو لمرة واحدة.

 

رسالتنا ايضا الى قناة فرانس24، نطالبها من خلالها، بالاتزام بالحياد في استدعاء الضيوف، و مراعاة مبدئ التكافئ في هذا الامر، فكيف يعقل ان يتم استدعاء نزهة، لتحاور رئيس تحرير احدى كبريات الجرائد الانفصالية، و القناة تعلم جيدا ان هذه السيدة لا تعلم في الصحراء سوى مصطلح “الحكم الذاتي” الذي تجهل حتما مضامينه، أما ان يتم استدعاء شرطي من العهد القديم، ليناقش مواضيع تتجاوز حدود اختصاصاته بسنوات ضوئية فذلك يعتبر احتقارا متعمدا للطرف المغربي.

 

لا نظن أن الاخ محمد اكضيض، سينزعج من راينا لما عهدناه فيه من تبصر، لكننا ننصحه بالموافقة على قبول دعوات القنوات الدولية اذا ما تعلق الامر بالتشرميل، أو بموضوع اطلاق الشرطة للرصاص على المنحرفين، أما قضية الصحراء فمن الاجدر أن يناقشها من هو على اطلاع بالموضوع، و هي مناسبة لنتساءل عن محل اعراب “الصحراويين الوحدويين” من مثل هذه المواضيع، في وقت تهدر الدولة عليهم الملايير من المال العام؟؟؟؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى