الوزير محمد صديقي يحتفي بالنكبات

المحرر من مكناس

 

لاشك أن الحضور الباهت لزوار ما يسمى بالملتقى الدولي  للفلاحة، هو اكبر دليل على أن هذا القطاع في بلادنا يعيش أحلك أيامه و يئن تحت وطأة البؤس الذي تمخض عن قلة التساقطات المطرية، و الذي كشف عن حقيقة مغربنا الاخضر، الذي اكتساه السواد منذ سنوات.

عندما نتحدث هن قطاع الصيد البحري، لابد من التماس العذر للوزير الدي لم تكن له اي سلطة فيه ابّان فترات عزيز اخنوش، لكن و نتحدث عن قطاع الفلاحة، فمسؤولية محمد صديقي مضاعفة بحكم منصبه ككاتب عام لسنوات داخل الوزارة.

محمد صديقي قد فشل في مهام الكتابة العامة لقطاع الفلاحة و هو الرجل القادم من معهد كان يدرس فيه اصول الفلاحة و تربية المواشي، فتحولت الفلاحة في عهده الى خراب اصبحت فيه منتوجاتنا تمنع من الوصول الى الاتحاد الاروبي، و مهنيو تربية المواشي يستوردون العجل و الخروف من الخارج.

من رأى الرجل في افتتاح ملتقى مكناس، سيعتقد ان قطاع الفلاحة في بلادنا على خير، ولا ينقصه خير، بينما في الحقيقة، تعيش فلاحتنا على وقع الجفاف الذي تم الاعلان عنه بشكل رسمي،  في نفس الوقت الذي كان الاروبيون و الافارقة يستهلكون  خيرات اراضينا بأثمنة تفضيلية.

ما الذي سيقدمه محمد صديقي لزوار الملتقى القادمين من الخارج، و نحن لم نعد نستطيع تأمين حتى حاجياتنا من الاضاحي، و هل يعقل ان يقوم بلد باستعراض قدراته الفلاحية و هو يستورد العجل و الخروف و النعجة من امريكا اللاتينية لاجل تحقيق الاكتفاء الداخلي و حتى لا يذبح الجزارون اشياء اخرى في ظل تزايد الطلب و تراجع العرض؟

بالنسبة للمواطن الذي يمشي في الاسواق و يتبضع منها، فإن الملتقى  الدولي للفلاحة ليس سوى محفل لاستعراض العضلات من طرف من لا عضلات لهم، و هو مناسبة كي يوزع  فيها محمد صديقي، ملايين الشعب المغربي على وسائل الاعلام، و يحرك فيها السياحة المكناسية حيث ينزل ضيوفه معززين مكرمين ثم يغادروا ككل سنة دون اي فائدة تذكر.

و أما اذا كان المعرض سيعم بالفائدة على جهة ما، فتلك الجهة لن تكون سوى المستفيدين من تقنين زراعة الكيف، الذين باتت لهم مؤسسة تعنى بشؤونهم وضع على رأسها زميل سابق للوزير، في اطار المثل الدارج “خيرنا مايديه غيرنا”.

لو أن مسؤولي وزارة الفلاحة يحترمون انفسهم فعلا، لاتخذ قرار تأجيل الملتقى على الاقل حتى تستعيد فلاحتنا عافيتها، في انتظار المحاسبة التي باتت ضرورة ملحة تستدعي اعادة فتح ملفات المغرب الاخضر و تتبع مآل ملايير الدراهم التي تبخرت في الهواء بكل سهولة و ليونة.

 

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة