لماذا لا يلعب غرباء عن الباسك مع فريق اتليتيك بيلباو

 

 

المحرر عن sport.360

 

يعتبر أتلتيك بلباو من أكثر الأندية تشبتاً بـ تقاليده في الكرة الإسبانية ، حيث أنه ومنذ تأسيس النادي سنة 1898 لم يفتح أبوابه إلا للاعبين المنحدرين من إقليم الباسك (شمال اسبانيا / جنوب فرنسا) ، ,هو النادي الوحيد إلى جانب برشلونة و ريال مدريد الذي لم يهبط أبدا طوال تاريخه من الدرجة الأولى لـ الليجا التي حقق لقبها في 8 مرات إضافة إلى 23 لقب لـ كأس ملك اسبانيا .

القصة انطلقت مع بداية القرن الماضي حيث أن جميع أندية الباسك اتفقت على التشبت بهوية الإقليم الرياضية وعدم الرضوخ لمتطلبات الإحتراف في كرة القدم وذلك بعدم انتداب إلا اللاعبين المنحدرين من إقليم الباسك ، السياسة التي خرقها نادي ريال سوسيداد بعد التوقيع مع الأيرلندي جون ألدريدج سنة 1989 وأتبعها بانتداب لاعبين أجانب آخرين من أجل الرفع من جودة الفريق بـ سياسة جديدة تسمح بانتداب لاعبين أجانب خارج اسبانيا ومن الدول الناطقة باللغة الانجليزية فقط ، لتخرج بعد ذلك بقية أندية الباسك تدريجيا من هذا الإتفاق وتوقع مع لاعبين أجانب باستثناء نادي أتلتيك بلباو الذي استطاع الحفاظ على تقاليد النادي إلى غاية الوقت الراهن مع بعض التنازلات ، مع دعم كبير من جماهير النادي وأندية الهواة في الإقليم .

جماهير أتلتيك بلباو

جماهير أتلتيك بلباو

سياسة اتلتيك بلباو تطورت عبر السنين وعرفت بعض التنازلات حيث أن النادي أصبح يقبل اللاعبين الذين ولدوا في إقليم الباسك حتى وإن كانوا من أباء مهاجرين وكذلك أصبح النادي يستقبل أي لاعب أخذ تكوينه في أحد أندية الباسك لأكثر من 5 سنوات حتى وإن لم يكن باسكي ، ولعل خير مثال على انفتاح أتلتيك بلباو النسبي هو إنياكي ويليامز المهاجم الشاب الذي ينحدر من أب غاني و أم ليبيرية الذي صعد إلى الفريق الأول سنة 2014 قبل أن يسجل أمام تورينو في الدوري الأوروبي في نفس الموسم هدفا تاريخيا أصبح به أول لاعب أسود يسجل بقميص نادي اتلتيك بلباو .

إينياكي ويليامز أمام تورينو

إينياكي ويليامز أمام تورينو

أتلتيك بلباو يقوم بعمل كبير من أجل الحفاظ على مستوى الفريق الذي يؤهله من أجل المنافسة على الألقاب المحلية والبقاء في دوري الدرجة الأولى ، حيث و أنه وعلى عكس ما يظنه الكثيرون فـ بلباو لا يضم أغلب لاعبيه من أكاديمية الفريق أو تكوينهم في جميع الفئات السنية بل يعتمد النادي على اتفاقيات و انتدابات محلية مع أكثر من 80 نادي باسكي في الدرجات الدنيا من أجل الحصول على أفضل المواهب وانتدابهم للفريق الأول مباشرة أو تجهيزهم في الفريق الرديف ، الأمر ليس سهلا من أجل إيجاد لاعبين من المستوى العالي مع كل ميركاتو في منطقة جغرافية لا تضم أكثر من 3 ملاين نسمة ، لكن هذه السياسة كانت لها إيجابيات أخرى إلى جانب الحفاظ على تقاليد النادي وتتمثل في منفعة اقتصادية أولا حيث أن النادي لا يضطر لدخول سوق اللاعبين إلا على مجاله المحلي مما يتيح له تجنب إبرام أي صفقة ضخمة وبالتالي الحفاظ على النمو الإقتصادي الذي مكن أتلتيك بلباو من افتتاح ملعبه الجديد سنة 2013 بتكلفة انشاء تقارب الـ 200 مليون يورو ، كما أن هذه السياسة تغرس في اللاعبين الإنتماء الكبير للنادي وتمكنه من المحافظة على نجومه وتطوير الفريق بعيدا عن ضغوطات السوق التي لا يرضخ لها أتلتيك حتى عندما يتعلق الأمر بـ البيع حيث أن النادي لا يتفاوض من أجل بيع عقود لاعبيه بل هناك طريق واحد فقط من أجل انتداب لاعب من أتلتيك بلباو وهو تفعيل الشرط الجزائي لفسخ العقد .

ملعب سان ماميس الجديد

ملعب سان ماميس الجديد

سياسة أتلتيك بلباو لطالما وضعته أمام اتهامات بالعنصرية وخرق ميثاق الإتحاد الأوروبي الذي ينص على عدم التمييز العرقي أو الجنسي في التوظيف ، لكن النادي لم يتعرض أبدا لدعوى قضائية أو محاسبة قانونية لأنه لا يضع أي بند يستوجب انحدار اللاعبين من أصول باسكية من أجل التعاقد معهم في نص تنظيمي قانوني صريح ، بل يعتبر نادي أتلتيك بلباو في نصوصه التنظيمية نادي مثل أي نادٍ آخر في اسبانيا مما يمكنه التعاقد مع أي لاعب أجنبي في أي وقت شاء لكنه لازال يحافظ على تقاليده بدون أي قيود تنظيمية مما يوحي بإمكانية التخلص من هذه التقاليد في المستقبل و ربما بشكل تدريجي .

 

زر الذهاب إلى الأعلى