ضرر “القلق الوظيفي” يتجاوز تأثير ضغط الدم والتدخين.. كيف يمكن لعملك أن يدمر حياتك؟

المحرر متابعة

يمر الكثير من الموظفين في عملهم بضغوط نفسية، ولكن في بعض الأحيان تصبح الصورة قاتمة بمعاناتهم من “القلق الوظيفي”، الذي يتطور أحياناً ليصيبهم بالتوتر المزمن والإجهاد، نتيجة القلق على المدى الطويل.

ويرجع مصدر “القلق الوظيفي” إلى أنه في ظل الوضع المضطرب لسوق العمل اليوم، أصبحت مشاعر الخوف تسيطر على الكثير من العاملين؛ لوجود فجوة بين مستوى التوقعات المرتفعة لما يمكن أن تقدمه لهم وظائفهم، وما يحصلون عليه منها فعلياً، مما يجعلهم في النهاية يعيشون مشاعر مضطربة، فهم في البداية يكونون متحفزين للعمل والإنجاز وتحقيق أقصى ما يستطيعون، ولكن عند معايشتهم للواقع السيئ تطاردهم مشاعر الخوف من انهيار سقف توقعاتهم.

بيئة العمل والمهام التعجيزية
تقف العديد من الأسباب وراء الإصابة بالقلق الوظيفي، ولكنّ هناك أسباباً رئيسية، في مقدمتها أن يتواجد الموظف في بيئة عمل غير مناسبة تنتشر فيها الخلافات الشخصية، وعدم حرص الموظفين على مساعدة بعضهم البعض، إذ تؤثر هذه الخلافات على طبيعة العلاقات بتعدد مستوياتها، وتؤدي لاختفاء مساحة الإبداع، وهدر الوقت في حل النزاعات المتكررة.

ومن الأسباب المؤثرة كذلك أن يكون حجم المهام المُسندة إلى الموظف، غير متناسب مع الوقت المتاح لديه، مما يجعله في حالة سباق غير منطقي مع الزمن، يتحمل فيه من الضغوط ما لا يطيقه، وتكون النتيجة في النهاية أن تقل إنتاجيته، وتضعف قدراته الذهنية والبدنية والنفسية، وفي الوقت نفسه لا ينجح في القيام بجميع المهام.

التأثيرات الصحية
يتسبب القلق الوظيفي في الإصابة بأمراض مختلفة، فهو يقف أحياناً كسبب رئيسي وراء الإصابة بأمراض نفسية، مثل الاكتئاب والقلق والفصام، نتيجة الضغوط النفسية المستمرة التي يعاني منها الموظف في عمله.

وتظهر التأثيرات الصحية أيضاً في شكل أمراض جسدية، فهناك من يضطر نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة، إلى زيادة عدد ساعات عمله، والعمل في النوبات الليلة، والتي حذر باحثون بريطانيون من خطورتها، لما تفعله في الجسم من اضطراب للهرمونات، وتأثير سلبي على وظائف الدماغ، وأيضاً زيادتها لاحتمالية الإصابة بمرض السكري والأزمات القلبية.

وأحياناً يكون ضرر القلق الوظيفي المستمر أكبر من ضرر فقدان الوظيفة فعلياً، فوفقاً للدكتورة سارة بيرغارد ساينس، المتخصصة في علم الاجتماع بجامعة “ميتشيغان” الأميركية، فإن الأذى الذي يقع على الموظف الخائف من فقدان وظيفته يفوق أذى ارتفاع ضغط الدم أو التدخين؛ لأن تأثير الإجهاد الناتج عن فقدان الأمان الوظيفي يكون في بعض الأحيان مميتاً، ويتسبب في حالات مرضية قد تقصر العمر.

إليك إرشادات الخروج من هذا المأزق
1- لا تجعل المال هو هدفك الأوحد
2- عليك بتطوير مهاراتك باستمرار
3- ابحث عما يميزك
4- إياك وإهمال حق نفسك
رغم ازدحام جدول العمل بالمهام التي لا تنتهي، لا تنسَ أن تتيح لنفسك فرصاً للاستراحة، سواء أثناء الدوام اليومي، بالقيام بتمارين الراحة والتأمل، أو في الإجازات الأسبوعية، التي عليك أن تستثمرها في السفر والخروج إلى أماكن جديدة، لممارسة الرياضة والاسترخاء، حتى تتخلص من إرهاق العمل، وتصفي ذهنك.

زر الذهاب إلى الأعلى