هل استوعب الفرنسيون الدرس ؟

المحرر الرباط

الاكيد هو أن فرنسا التي ظلت تتبجح بكونها رب الاسرة في القارة السمراء، قد بدأت تفقد تواجدها بين ظهران الافارقة، و بعدما انسحبت مرغمة من العديد من الدول هاهي اليوم تُهان على مرآى و مسمع العالم من طرف دولة كانت حتى الامس القريب مستعمرة لها.

رفض المملكة المغربية لمساعدة قصر الاليزيه لا يعكس توثر علاقات الرباط و باريس فحسب و انما هو دليل على أن الافارقة يسيرون نحو التحرر من قيود الامبريالية التي ظلت تدس لهم السم في العسل، و مؤشر واضح على أن استراتيجيات رابح رابح، هي التي باتت تسود في علاقتهم مع الحلفاء.

المملكة المغربية فتحت الطريق لدول القارة السمراء، نحو اختيار الشركاء الاستراتيجيين بالاعتماد على منطق المصالح المشتركة، خصوصا في ظل تنافس القوى العظمى على استقطاب مزيد من الدول الافريقية، و التي تجعل بتنافسها هذا قارتنا في موضع قوة و ليس العكس كما تعتقد فرنسا.

هجومات الاعلام الفرنسي على ثوابت المغاربة و مقدساتهم، لم يكن مجرد ردة فعل على احساس فرنسا بالاحتقار نتيجة رفض المغرب لمساعدتها، و انما هي محاولات بائسة لاضعاف بلادنا على المستوى القاري، و ذلك بعدما باتت باريس شبه متأكدة من ان المملكة ستكون اول المتمردين عليها، و اذا ما استطاعت النجاح بعيدا عنها فلا شك ان هناك دول اخرى ستسلك نفس طريقها.

الاعلام الفرنسي الذي احدث الفرضى في العديد من الدول، وجد نفسه عاجز على خلق هوة بين الشعب و العرش، بل و انه صرف ميزانية ضخمة على لا شيء، و بينما كانت حملاته المسعورة تزداد حدة، كان المغاربة يتبرعون لبعضهم البعض في مشهد لم يسبق له احد من قبلهم، و كأن الشعب جسم واحد يضحي لاجل قلبه النابض المتمثل في الملكية.

نتساءل عما اذا كانت فرنسا قد استوعبت الدرس، لعلها تراجع حساباتها، و تغير من خططها في تعاملها مع بلادنا، التي لا يقبل اهلها التفرقة، ولا يتنكرون لولي امرهم مهما كانت ظروفهم، و يكفي ان يستفسر الفرنسون عن حجم الاموال التي حولها المغاربة لصندوق الزلزال كي يتأكدوا من اننا دولة لا ينهي علاقتها بشعبها الا الله سبحانه وتعالى.

زر الذهاب إلى الأعلى