من موانئ الجنوب: الدمار الشامل الذي يهدد ثروتنا السمكية “ج1”

المحرر من بوجدور

 

كثيرون هم المواطنون الذين يستغربون كيف يباع السردين بعشرين درهم للكيلوغرام في دولة محاطة ببحر و محيط، و لماذا دقت هيئات مهنية ناقوس الخطر، بخصوص استنزاف الثروة السمكية الذي بلغ اوجه خلال العقد الاخير الذي قاد فيه عزيز اخنوش وزارة الفلاحة و الصيد.

المتابعون لمجال الصيد البحري يعلمون جيدا ان عزيز اخنوش لم يهتم كثيرا بتسيير القطاع، و كل ما كان يهمه هو ضمان لقمة العيش الوفير لمن يمولون حملاته الانتخابية و انشطته الحزبية، بينما تكلفت الكاتبة العامة بالباقي، و تمكنت من غرس عروقها و جدورها في اعماق هذا القطاع الذي يعيش مرحلة الانهيار.

و عندما نتحدث عن الكاتبة العامة لقطاع الصيد، فنحن بصدد الحديث عن مجموعة من الاشخاص الذين راكموا ثروات لا تعد ولا تحصى داخل قطاع الصيد، و عن علاقات تجمعهم بهاته الاخيرة لم يعد بالامكان اخفاؤها، بعدما أثير حول عمليات بيع مراكب  مارونا، من اخبار لاشك انها ستسقط رؤوسا كثيرة إذا ما أعيد فتح هذا الملف.

ما اقدمت عليه السيدة الكاتبة العامة بميناء بوجدور، دليل على أن رب البيت للدف ضارب،. لانه عوض أن يحيلها على التحقيق يدافع على بقائها في منصبها، رغم أن مخزون الاسماك بساحل بوجدور قد تراجع بنسبة 37 في المائة مابين سنتي 2019 و 2022، و ذلك بسبب ضغط الصيد الممارس هناك، و الناجم عن العشوائية في منح التراخيص و الكوطا الذي يتم بناءا على المكالمات الهاتفية و العلاقات المالية و السياسية.

الكاتبة العامة التي من المفروض أن تضع حلولا للتصدي لتراجع نسبة مخزون الاسماك، قامت بالترخيص لاكثر من 17 مركب ساحلي للصيد بالمنطقة تحت ذريعة تزويد المعامل المحلية، قبل أن ترفع العدد الى 23، في مناورة القت عليها “ابداء الاهتمام”، ليتضح فيما بعد أن سي كريم هو المستفيد الوحيد من هذه المهزلة قبل أن يتم طرده من طرف شباب بوجدور الغاضب من نهب ثرواته.

ميناء الداخلة الذي كان ولوجه لا يمكن لاكثر من 45 مركبا، يعملون بنطام التناوب قبل سبع سنوات، اصبح في عهد السيدة الدريوش مضطرا لاستقبال 75 مركبا، و لتبرير هذا العدد ابدعت الكتابة العامة مرة اخرى  في اختراع حيلة عقود المراكب و المعامل المحلية و الكل يعلم بان اغلب تلك العقود ليست سوى شكليات لفتح المجال امام اباطرة القطاع لاستنزاف الثروة السمكية للداخلة، و ذلك بعدما تمت عملية ابادة اسماك اسفي و اكادير بنجاح…

الحقيقة هو أن ازيد من نصف كمية الاسماك التي يتم اصطيادها تشحن خارج اقليم الداخلة، لتزويد الاسواق و معامل السمك بل و أن العبث هو السائد في معظم عمليات نقل السمك، و الذي يخرج من ميناء الداخلة طريا على اساس انه موجه لمعامل دقيق السمك و زيوته، بغاية دفع ضرائب أقل سعرا، بينما يتم نقل كميات كبيرة دون التصريح بها للدولة ضمن عمليات تهريب مفضوحة.

و معلوم أن الدمار الشامل الذي يسود بميناء بوجدور و ميناء الداخلة، يتم بمباركة بعض المنتخبين الذين يستغلون خصوصيات المنطقة لاجل ممارسة الابتزاز على المهنيين، و يتعمدون التواصل مباشرة مع السيدة الكاتبة العامة لمحاربة الخصوم و ارضاء الاصدقاء، وهو ما خلق خيبة امل كبيرة في اوساط المهنيين و موظفي قطاع الصيد على حد سواء.

عشر سنوات من التسيير و العشوائية، ساهمت بشكل مباشر في تراجع مخزون الاسماك في المنطقة C، دون اي اثر يذكر على مستوى التنمية المحلية، و في كل مرة يدخل فيها احد مبعوثي الكاتبة العامة ميناءا في الجنوب، تزداد المشاكل و تتضاعف البطالة في اوساط شباب ضائع لا يطالب الا بفرصة عمل، و هو يتابع استنزاف “حوت البر”  لخيرات مسقط رأسه حيث السمك وفير و الفساد كبير.

نتساءل حول اسباب و ملابسات تمسك عزيز احنوش بزكية الدريوش ككاتبة عامة على قطاع الصيد، كما يتساءل عن ذلك الكثيرون، و نعيد طرح نفس السؤال مرة أخرى “الم تنجب ارحام المغربيات غير هذه المرأة لتسسبر القطاع؟”.

يتبع

زر الذهاب إلى الأعلى