تجار الحرب: عندما تصبح صحراؤنا ملاذا للجرائم المالية

المحرر من الداخلة

بعدما قدم مئات الشهداء ارواحهم فداءا للوطن و دفاعا عن مغربية الصحراء، و في وقت تضاعف فيه الدولة مجهوداتها لتنمية الاقاليم الصحراوية و النهوض بالمستوى الاجتماعي لساكنتها، يتناسل داخل مجال المال و الاعمال تجار حروب يستغلون الوضع القائم لتنمية احوالهم المادية و لمضاعفة ارباحهم دون أن تستفيد منها الدولة شيئا.

مستثمرون منحدرون من اقاليم مختلفة، بعضهم مقرب من وزراء و سياسيين، استطاعوا خلال الفترة الاخيرة تأسيس عدد مهم من الشركات في كل من العيون و بوجدور و الداخلة، بهدف واحد و هو التهرب من دفع الضرائب مهما ارتفعت ارباحهم، و استغلال الوضع الاستثنائي بالصحراء لممارسة جميع انواع التهريب و الاجرام تحت غطاء الاستثمار في الجنوب.

بعض هؤلاء، و بالموازاة مع امتلاكهم لشركات نقل تنشط بالصحراء، يعملون على تزوير وثائق شاحنتهم التي تصول و تجول بتأمين واحد و بفحص تقني واحد، مسلم من طرف وكالات يمتلكونها متخصصة في التأمين و الفحص التقني، حيث تؤكد مصادرنا على أن جميع شاحنات شركاتهم، التي تنتقل بين مدن الصحراء، تستعمل تأمينا واحدا و فحصا تقنيا واحد و العديد منها يستعمل نفس الترقيم.

و حسب معلومات دقيقة و وثائق توصلت بها المحرر، فان المعنيون بالامر يعملون على تأسيس شركات بالعشرات، تقوم بمعاملات مالية تضاعف رؤوس اموالهل بعد وقت جد قصير على تأسيسها، و هو ما يدعو الى الحيرة و الاستغراب، و طرح العديد من التساؤلات حول علاقة هاته المعاملات بما يروج في اوساط المتتبعين حول عمليات تبييض الاموال التي تتم عبر شركات تأسست بالعيون و بوجدور و الداخلة لهذا الغرض و دون ان تستفيد الدولة منها.

و توصلت المحرر بنسخ من اوراق بنكية تفيد باقدام احدى الشركات برأس مال عشرة ملايين سنتيم، على تحويلات مالية بلغت ثلاثة ملايير سنتيم، اياما قليلة عقب تأسيسها، و هو ما يدعو الى فتح تحقيق لا شك انه سيكشف العديد من الحقائق الصادمة و سيعيد للدولة اموالا ظائلة…

بعض هؤلاء يستعدون لوضع قاعدة للتهريب ضواحي الداخلة، حيث من المرتقب أن تخصص عشرين هكتار من الارض كنقطة انطلاق لممنوعات سنتطرق لها بالتفصيل في القادم من الايام…ترقبونا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى