جزائريون غاضبون من نقل خزانة محمد أركون إلى المغرب

المحرر الرباط

 

عبر العديد من النشطاء الجزائريين عن استيائهم من نقل من نقل خزانة الاستاذ محمد اركون الشخصية للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، و ذلك في اطار عقد هبة وقعته أرملة المفكر الجزائري الراحل  ثريا اليعقوبي، و مدير المكتبة الوطنية، وهبت من خلاله هذه الاخيرة كل كتب و مؤلفات الراحل للمملكة المغربية.

و يقضي عقد الهبة الموقع بين ارملة المفكر اركون و المكتبة الوطنية، نقل محتويات خزانة محمد أركون المغربية فضلاً عن أرشيفه إلى فضاء خاص بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، لتكون متاحة لعموم الطلبة والباحثين، و تضم هاته الخزانة أزيد من 12 ألف كتاب (خمسة آلاف مؤلف وسبعة آلاف مجلة)، معظمها ينتمي إلى حقول الفلسفة  والنقد والتاريخ والترجمة.

و عبر العديد من الجزائريين عن غضبهم من وزارة الثقافة الجزائرية، معتبرين هبة عائلة المفكر محمد اركون، للمغرب، تقصيرا و اهمالا لعلامة جزائري، من المفروض ان يستفيد الجزائريون من ارثه الثقافي و المعرفي، كما اكد هؤلاء على ان استفادة المغرب من خزانة اركون، يمكن اعتباره هزيمة أخرى للجزائر أمام المملكة المغربية، و يعكس حجم دهاء المغاربة و ذكائهم غي استنزاف الرصيد المعرفي للدولة الجزائرية.

و يرى عدد من الطلبة الجزائريين، أن انعدام الهوية الجزائرية، و خصوصا على مستوى تدبير القاع الثقافي، يجعل الدولة غير مهتمة بمفكريها ولا بانتاجاتهم، و هو ما تسبب في حرمان ملايين الطلبة الجزائريين من كنز ثمين، سيستفيد منه نظراؤهم المغاربة بفضل دهاء و حنكة مسؤوليهم، و لأن الهوية المغربية الضاربة في التاريخ، تجعل للعالم و المفكر و المخترع و الشيخ مكانة داخل مراكز المسؤولية.

بعض الطلبة التقدميين، أكدوا على ان الدولة الجزائرية، تلهث وراء رفاة موتى قتلتهم فرنسا و وضعتهم في متاحف ليرى العالم حجم وحشيتها، لكنها لم تنتبه لمكتبة من شأنها تغيير المستقبل، مرت من تحت اقدامها في اتجاه الرباط، حيث يوجد للعلم و العلماء مكانة، و حيث سيخصص داخل المكتبة الوطنية المغربية حيزاً يكون بمثابة متحف رمزي يضم مكتبه والأدوات التي كان يستعملها الراحل محمد اكون  في الكتابة.

و علق هؤلاء على حضور  وزير الثقافة ووزير الاوقاف و الشؤون الإسلامية ورئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج،  لحفل التوقيع على وهب خزانة محمد اركون للمغرب، بانه دليل على اهتمام المغاربة بالهوية و احترامها للمفكرين، عكس الجزائر، التي يحضر جنرالاتها لمقابلات كرة القدم، و لا يحترمون سوى التفاهين من امثال حفيظ الدراجي و الشابة خيرة فيما يعيش المفكرون و العلماء على الهامش.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى