قضية محمد زيان: تهم ثقيلة و خونة بالجُملة

المحرر الرباط

يعدما أماطت محكمة الاستئناف بالرباط، اللثام عن ملف النقيب السابق للمحامين محمد زيان، اتضحت الرؤية للمغاربة، و بات الجميع يعلمون بما اُدين به هذا الاخير، و اسباب اعتقاله التي ذكرها بلاغ النيابة العامة، تعقيبا على من يزعمون بأن اعتقاله لم يكن قانونيا، كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير و أوضحت للناس الخيط الابيض من الخيط الاسود.

تهم ثقيلة و موثقة بالصوت و الصورة، كشفت حقيقة المناضل محمد زيان، و زادت المغاربة يقينا بأن الرجل ليس سوى واحدا من بين مئات الانتهازيين الذين يبيعون ولاءهم لوطنهم مقابل الريع، و عكست حقيقة واحد من الناس، نهض من النوم ذات يوم، فجعل من نفسه بطلا خارقا و فهاماتور ينعث للمغاربة مناجم الذهب و مقالع الفوسفاط، و يقدم لهم نفسه بصفة المهدي المنتظر الذي سينقد البشرية من الضياع.

تقديم محمد زيان للعدالة، كان أمرا طبيعيا في دولة الحق و القانون، و لو أن النيابة العامة لم تتحرك لردعه، لخرج المغاربة للتساؤل عن سبب تمييزه عن مي نعيمة و المرحوم أبو النعيم، و حتى مول الكاسكيطا و غيرهم من المغاربة الذين توبعو بجرائم السبب فيها هو الاندفاع و اللسان السليط، اما و نحن نعيش في دولة المساواة، فالقانون الذي طبق على فتيحة روتيني اليومي سيطبق على محمد زيان و على الدكتور التازي و على اي مواطن تجاوزه.

و إذا كان الذين يدافعون على زيان يزعمون ان اعتقاله هو تصرف انتقامي، فعليهم الدفاع عن فتيحة روتيني اليومي، التي لن يدافع عنها ولا عن غيرها أي من هؤلاء، لان الشرط الاساسي للدفاع عن اي كان بالنسبة لهم، هو التطاول على رموز الدولة، و التخابر مع الجهات التي تدعمهم، و التآمر على النظام في بلادنا، و هي الصفات التي تميز كل هؤلاء الذين يتم طلاؤهم بصباغة المعتقلون السياسيون، او معتقلو الرأي.

اصحاب الحسابات الفايسبوكية الوهمية المدافعة عن محمد زيان، لم يقدموا أي دليل على براءته من التهم التي ادين لاجلها بالسجن النافذ، و كل ما يفعلونه عبر تلك الحسابات، هو نشر صوره و ارفاقها بشعارات تفتقد لاي دليل ملموس، و هدفهم بطبيعة الحال ليس هو اطلاق سراح المعني بالامر، و انما المتاجرة بقضيته، و جعلها تخدم الاجندات التي تسعى الى ضرب بلادنا في مقتل، و الاهم من كل ذلك هي التحويلات المالية التي يتلقونها نظير ضربهم في بلادهم.

لسنا خبراء في القانون حتى نحلل الاحكام القضائية و نناقش قانونيتها، لكن ما تابعناه الى حدود الساعة، جعلنا على يقين من أن محمد زيان قد ظلم نفسه، و لم نقتنع للاسف، بما يردده المدافعون عنه، أولا لاننا نعلم ان زيان لم يكن في يوم من الايام مناضلا، و التاريخ لا يرحمه في ذلك، و ثانيا، لأن لسانه السليط قد تجاوز كل الحدود، و لم يراعي في تجاوزاته لا ثوابت أمة ولا حرمة أموات، و طبيعي جدا ان ينتهي به الامر مسجونا، في انتظار كلمة محكمة النقض.

نعيدها مرة أخرى، محمد زيان ظلم نفسه، و رغم انه محامي خبير في القانون و في الحياة، الا انه قد نسي بأن السجن مثله مثل القبر، يدخله شخص واحد فقط، و يعود الاخرون الى الحياة بعد ذلك، مع فرق بسيط هو أن القبر يدخل الناس قبل الحساب أما السجن فدخوله يأتي بعد الحساب، و لهذا نوجه كلمة الى السيد النقيب مفادها: “الله يجعلها مغفرة للذنوب” لعله يقتنع بما فعل فيتعلم من دروس الحياة ألاّ يثق في مناضلي آخر الزمان.

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد