صحيفة فرنسية.. الجزائر تحشد تونس في صراعها مع المغرب

تحت عنوان: ‘‘الجزائر تحشد تونس في صراعها مع المغرب’’، قالت صحيفة ‘‘لوموند’’الفرنسية إن الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت في الأيام الأخيرة بين الرباط وتونس بشأن الصحراء، تغذيها سيطرة الجزائر المتزايدة على جارتها الشرقية الصغيرة التي هي على وشك الإفلاس المالي.

وأضافت ‘‘لوموند’’ أنه من الواضح أن هذه الأزمة التي اندلعت في 26 غشت المُنصرم، قد تطول، في ظل عدم استعداد الرباط للاستسلام بسهولة، واصفة هذا التصعيد بغير المسبوق والجديد على التوازنات الاستراتيجية لمنطقة مَغاربية أُضعِف استقرارها بالفعل بسبب التصدع الجزائري المغربي.

فالمغرب، يعتبر أن الرئيس التونسي، قيس سعيد، يواجه الخط الأحمر للياقة الدبلوماسية من خلال ترحيبه بزعيم البوليساريو إبراهيم غالي. وحصلت الإهانة في مطار تونس قرطاج، عشية افتتاح قمة اليابان والاتحاد الإفريقي. وهي خطوة مخالفة للتقاليد الدبلوماسية لتونس، التي ظلت حتى ذلك الحين ‘‘محايدة’’ في هذا الصراع  بين الرباط والجزائر، الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو الانفصالية.

وتابعت ‘‘لوموند’’ التوضيح أن هذا التحول في موقف تونس، ظهر منذ انتخاب قيس سعيد في عام 2019، وبشكل أكثر تحديدا منذ انقلابه في يوليو من العام الماضي، والذي بفضله تولى السلطة الكاملة. فسرعان ما وجد قيس سعيد نفسه عالقا بين المحور الذي شكلته مصر والإمارات، الملهمتين المحتملتين لهجومه ضد الإسلاميين في حزب النهضة، والجزائر التي كانت قلقة من رؤية حديقتها الخلفية التونسية تخضع لنفوذ عرابين جدد. ‘‘فتونس بالنسبة للجزائر، هي كلبنان بالنسبة لسوريا’’، كما تنقل الصحيفة الفرنسية عن مسؤول تونسي رفيع.

وأكدت ‘‘لوموند’’ أن الاهتمام الدقيق الذي يوليه النظام الجزائري تقليديا لتونس اتخذ بعدا إستراتيجيا شبه حيوي، بعد تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل في عام 2020. حيث شعرت الجزائر أنها مستهدفة بشكل مباشر من هذا المحور الجديد، الذي يبدو وكأنه تحالف أمني نصّبه ‘‘الموساد على حدودها’’ بحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤول جزائري. ومن هنا كان خوفها من التطويق من الغرب: المغرب، ومن الشرق حيث تقدم الفوضى الليبية وسيلة للمحور المصري الإماراتي، الذي طبّع هو الآخر علاقاته مع إسرائيل. في هذا التشكيل، كانت تونس الحلقة الأضعف التي يجب تحييدها بأي ثمن. وقد انتهى الأمر بتونس، التي هي على حافة الإفلاس، بالاستجابة لطلبات معينة من الجزائر، مقابل مساعدة مالية قيمة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى