موسى بهناس: الشجرة التي كانت تخفي مدخل الغابة فاقتلعها حماة الوطن

المحرر من طنجة

 

سقط موسى بهناس و سقطت معه اوراق كثيرة ليتم الاعلان عن نهاية شبكة لم يفلت منها الا المدعو “ظنين”، الذي تمكن من الفرار نحو الديار البلجيكية ساعات قبل تدخلات عناصر البسيج لاعتقال المنتمين لواحدة من أكبر العصابات المتخصصة في تهريب المخدرات.

اعتقال بهناس و بعض ممن كانوا يحتسون معه فناجين القهوى، كان بداية لانهيار خلية اجرامية تورطت في تهريب الاطنان من المخدرات نحو الخارج، استطاع اعضاؤها مراكمة ثروات طائلة لا تعد ولا تحصى، ما دفعهم الى التورط في جرائم غسل اموال سنكشف تفاصيلها لاحقا.

مهنية رجال البسيج، و مجهوداتهم اعطت اكلها، و تمكنوا بكل سهولة من الحصول على معلومات ثمينة من المدعو بهناس، انتهت باعتقال قبيلة من البشر، تضم من غامر بحريته نظير اموال المخدرات و من خان القسم الذي اداه لحماية الوطن فانجر وراء الوعود التي يقدمها البزنازة لقضاء مآربهم.

موسى بهناس، كان نقطة الانطلاق التي اعتمد عليها المحققون في تفكيك شبكة المدعو “ظنين”، فسقط وراءه العشرات من الجانحين ثم العشرات من رجال الدرك و الشرطة و الجمارك، الذين قدموا خدمات للعصابة مقابل منافع مالية، ليبلغ عدد المتورطين في هذه القضية العشرات ممن تمت ادانتهم بعقوبات متفاوتة، تم تشديدها خلال المرحلة الاستينافية.

ما يروج من معلومات في اوساط المتابعين لهذه القضية، هو أن الشرطة قد حجزت مسدسا بداخل سيارة موسى بهناس، و الذي تأكد أنه متورط في ارشاء ظباط كبار في الدرك، فيما يحمله اصدقاؤه مسؤولية 11 طن من المخدرات التي تم حجزها بميناء طنجة و التي كانت وراء اعتقال كل هؤلاء الاشخاص.

موسى بهناس، كان يجالس مسؤولين كبار في الدولة، و استطاع بفضل اموال المخدرات من نسج علاقات مكنته من مضاعفة وارداته التي يصدرها من مناطق مختلفة من المغرب شمالا و في اقصى الجنوب، و هو ليس سوى شجرة تخفي وراءها الكثير من الشوك الحر الطليق الذي يجب اقتلاعه. و الذي يستطيع بفضل ما يمتلك من اموال حرام أن يغري موظفي الدولة و مسؤوليها.

تجارة المخدرات، عالم فريد من نوعه، و باروناته أناس متمكنون من اسرار الحرفة، و يستطعون في كل مرة المناورة و ابتكار حيل جديدة لتصدير مزيد من المخدرات نحو الخارج، و لا أحد ينكر تورط بعض الموظفين العموميين في تسهيل عمل تجار المخدرات، و هو ما يحتاج مزيدا من اليقظة و الحيطة من أجل استئصال هذا الورم من جذوره القابعة في تلك الجبال التي تدعي سعيدة فكري أنها تبكي.

ما يهم في كل هاته القصة، ليس موسى بهناس ولا المعتقلين معه، لأن العالم بأسره يضم مزيجا من الناس الصالحين و الطالحين و صراع الخير و الشر لن ينتهي حتى يقول الله كلمته، لكن ما يحز في النفس حقا، هو عندما تتابع اشخاصا يعملون ليل نهار و يضحون باوقاتهم و بحياتهم و حياة اقاربهم لخدمة المغاربة ملكا و شعبا، بينما يقبل البعض من عديمي الضمير المال الحرام لافساد مايصنعه زملاؤهم من مجد لهذا الوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى