حصري: زيارة ماكرون إلى الجزائر .. مكافأة وعد بها قصر الإليزيه عبد المجيد تبون

مباشرة بعد فوزه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أول رئيس دولة أجنبي يوججه رسميًا دعوة إلى إيمانويل ماكرون للقيام بزيارة دولة إلى الجزائر العاصمة.

ولم يخف عبد المجيد تبون في رسالته التي نشرتها الرئاسة الجزائرية أمس الإثنين، رغبته في بناء “علاقة ثقة وصداقة”.

كما دعا تبون في رسالته، ماكرون لزيارة الجزائر، قائلا:”وإذ أقرن هذه التهاني والتمنيات بالتعبير عن سروري باستقبالكم عن قريب في الجزائر، لنُطلق سويا ديناميكية تدفع إلى التقدم في معالجة الـملفات الكبرى .. وإلى تكثيف وتوسيع العلاقات الجزائرية الفرنسية”.

وجاء أيضا في الرسالة:”إن الثقة التي جدَّدها الشعب الفرنسي فيكم، دليلُ عرفانٍ على النتائج التي حققتموها، وهي شهادةُ تقدير لـما تتمتعون به من مـــزايا رجال الدولة، التي سخرتموها لخدمة مصالح أمتكم ومكانتها على الساحة الدولية”.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن الزيارة المرتقبة لماكرون إلى الجزائر قد طرحت منذ آخر زيارة قام بها جان إيف لودريان ، وزير الخارجية الفرنسية، إلى الجزائر في 14 أبريل الجاري.

وتشير ذات المصادر، إلى أنه تم التفاوض على هذه الزيارة من قبل الجزائر في مقابل دعمها وضغطها القوي على الجالية الجزائرية في فرنسا ومسلمي فرنسا بشكل عام  من أجل التصويت لصالح إيمانويل ماكرون.

ومنذ الأسابيع الأولى للحملة الانتخابية الفرنسية، حشدت الجزائر كل شبكاتها مثل الجامع الكبير بباريس وكذلك كل الجمعيات الدينية الموالية لها والتي تستفيد من شعبية مهمة داخل أحياء الطبقة العاملة ، وهي فئات الشعب الفرنسي التي كافح ماكرون من أجل نيل أصواتها خلال حملته لولاية رئاسية ثانية.

الدعم الجزائري لماكرون ظهر أيضا من خلال التعبئة الكبيرة للسفارة الجزائرية مع العديد من جمعيات الجوار أو الجمعيات الخيرية التي تتعاون مع الخدمات القنصلية لبرامج التعاون بين البلدين.

وبفوز ماكرون بولاية ثانية يسود الإرتياح بالجزائر ، مما يتوقع بالتالي عودة العلاقات بين البلدين، وسيتجسد ذلك بزيارة دولة يقوم بها ماكرون إلى الجزائر العاصمة ، مما سيعيد صورة الرئيس تبون من خلال ترسيخ سلطته التي تفتقر بشدة إلى المكانة الدولية. هذه الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي ستعزز شخصية تبون ، الذي يسعى بالفعل إلى وضع نفسه على أنه الرجل الذي أخرج الجزائر من أزمتها السياسية العميقة التي أصابتها بالشلل في عام 2019. وستكون هذه الحجة مكسباً رئيسياً لتبون، الذي يفكر  منذالآن في ولايته الثانية خلال رئاسيات العام 2024.

 

Exit mobile version