الجزائر تعرقل بيانا عربيا حول القدس بسبب الإشارة إلى المغرب

عرقل الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السبت، اعتماد بيان صادر عن المجموعة العربية في نيويورك، يتعلق بالاعتداء الإسرائيلي الأخير على الأماكن المقدسة بالقدس، وذلك بسبب الإشارة إلى دور لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي التي يرأسها الملك محمد السادس، فيما أدانت الرباط التسييس الدنيء للجارة الشرقية للقضية الفلسطينية.

ويشكل الاعتراض الجزائري حلقة جديدة من التصعيد الذي انتهجته الجارة الشرقية منذ أشهر ضد المغرب، بعد أن فشلت الجزائر في تحقيق أي توافق بين الفصائل الفلسطينية لدى احتضانها الحوار الفلسطيني – الفلسطيني في يناير الماضي، والذي انتهى بإدانة التطبيع مع إسرائيل ومهاجمة دولا بعينها بسبب علاقتها بتل أبيب، في إشارة مباشرة إلى المغرب دون سواه من الدول التي تقيم علاقات مع تل أبيب.

ويدين مشروع البيان الذي تم توزيعه على المجموعة العربية في نيويورك، من أجل اعتماده، الاعتداء الإسرائيلي بالمدينة المقدسة ويعترف بالدور الهام للجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس، في الدفاع عن المدينة المقدسة والحفاظ على هويتها.

وأيد الوفد المغربي بقوة هذا المشروع، كما أيدت جميع الدول الأعضاء في المجموعة العربية نص البيان، باستثناء السفير الجزائري الذي عارض الإشارة إلى لجنة القدس، وحاول إدراج إشارة إلى دعم رئيس بلاده عبدالمجيد تبون للقضية الفلسطينية.

وأثار السلوك الجزائري المعرقل حول قضية حيوية بالنسبة للعالم العربي مخاوف وهواجس حقيقية داخل المجموعة العربية من نزوع الجزائر، الرئيس المقبل للقمة العربية، إلى التضحية بالقضية الفلسطينية، لاسترضاء رغبتها ضد المغرب ولمؤسساته.

وأدان السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، بشدة هذه المناورة الجزائرية التي لا تكف التهجم على المغرب ورموزه، مشددا على أنه ليس من الأدبيات ولا من الأخلاقيات، وحتى من اختصاصات السفراء العرب في نيويورك، التعليق أو انتقاد المسؤوليات الموكلة إلى رؤساء الدول والحكومات العربية.

ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن السفير هلال استنكاره “التسييس الدنيء للقضية الفلسطينية من طرف الجزائر، من خلال إدراجها في حملتها البغيضة على المغرب وإخضاعها لمزايدات سياسية في تهجماتها المقيتة المتكررة على مؤسسات المملكة”.

وذكر السفير هلال بأنه في 9 مارس 2022 فقط، أشادت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة بالجهود التي يبذلها الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في الدفاع عن المدينة المقدسة. وفي هذا الصدد، كشف ازدواجية الدبلوماسية الجزائرية التي قبلت في القاهرة هذا التعبير حول لجنة القدس، وذلك بمشاركة وزير خارجيتها، بينما تعارض ذلك في نيويورك.

كما ذكر هلال بأن الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، يعمل باستمرار على المستويات الدبلوماسية والسياسية والميدانية، على الدفاع عن المدينة المقدسة، والحفاظ على طابعها الديني والثقافي، والقانوني والتاريخي، وكذلك لتحسين الظروف المعيشية وصمود سكانها من خلال ذراعها التنفيذي بالأساس، وكالة بيت مال القدس.

وأكد في هذا السياق أن المغرب يمول وكالة بيت مال القدس بأكثر من 86 في المائة بينما لا تساهم فيها الجزائر بأي شكل من الأشكال.

وقام الدبلوماسي المغربي، علاوة على ذلك، بإفشال المحاولة اليائسة للسفير الجزائري، الرامية إلى إدراج، في مشروع البيان، إشارة إلى دعم الرئيس الجزائري للقضية الفلسطينية، موضحا أن نص البيان كان حول الوضع الخاص بالقدس الشريف، الذي لا تملك فيه الجزائر أي مساهمة، على عكس الملك محمد السادس، والعاهل الأردني الملك عبدالله، في إطار الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس.

وتشهد العلاقات الجزائرية المغربية توترا منذ عقود، بسبب قضية الصحراء المغربية على وجه الخصوص، كما أن الحدود بين الجارتين مغلقة منذ عام 1994.

يعد المغرب الصحراء المغربية ذات الكثافة السكانية المنخفضة جزءًا من أراضيه. وتريد جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر إقامة دولة لها هناك.

 

زر الذهاب إلى الأعلى