صحيفة اسيانية تكشف أسباب اعتراف الجارة الشمالية للمغرب بمقترح الحكم الذاتي

قالت صحيفة “لاپروڤانسيا” الاسبانية، أن أزمة أوكرانيا عجلت بالتوصل لاتفاق بين المغرب واسبانيا، وأضافت أن الاتفاق ينص على دعم صريح للحكم الذاتي ووحدة المغرب الترابية، مقابل عدم مطالبة المغرب بسبتة ومليلية والجزر.

وأوردت في تقرير مصور، تصريح وزير خارجية مدريد الذي أكد فيه طي صفحة الخلاف بصفة نهائية، وهو ما يدعم طرح الصحيفة، أي هذه بتلك.
وهنا لابد من الاشارة لزيارة نائبة وزير الخارجية الامريكية للمنطقة، وتصريحاتها الداعمة للحكم الذاتي كحل مناسب لمشكل الصحراء المغربية، وكذلك الافراج عن المساعدات العسكرية من طرف ادارة بايدن والتي ستشمل كل التراب المغربي، وهو دليل واضح على أن أزمة أوكرانيا وروسيا، فرضت واقعا جديدا قوامه تقوية التكتلات واطفاء استباقي لأي نزاع محتمل، قد يحول دون تشكل جبهة واضحة بالمنطقة القريبة من أوروبا، والتي تعتبر امتدادا استراتيحيا وأمنيا له تأثير كبير.

كما أن الزيارة المرتقبة لوزير الخارحية الأمريكي للمغرب، بعد شهر رمضان، تحمل من الاشارات ما تحمل، لكن الواضح أن لعبة الأمم تغيرت الى غير رجعة، والمملكة المغربية عبر دبلوماسيتها أبانت عن نضج ونفس طويل يستحق الاشادة.

وفي المقابل، مخططات العسكر الحاكم في الجارة الشرقية، اتضح أنها تأتي بنتائج عكسية في كل مرة، أولها أزمة بنبطوش، التي عصفت بوزيرة خارحية اسبانيا السابقة لايا، ولازالت تخلق جدلا واسعا بلغت نيرانه رئيس الحكومة سانشيز، واخرها قضية أنبوب الغاز الذي اعتقد شنقريحة ومن معه أنه سيكون بمثابة أداة ضغط على مدريد، لكن وكالعادة أجاد المغرب التعامل مع الأمر، حقق معه اتفاقا مبدئيا بنقل الغاز بطريقة عكسية تجاه المغرب، قبل أن تنزل الصاعقة الكبرى يوم أمس والتي حصرت الجزائر في الركن.

بل وحتى الحليف الكلاسيكي روسيا، موقف المغرب بعدم التصويت في الجمعية العامة، أظهر للجميع أن المملكة المغربية راشدة دبلوماسيا، بل ووضع ما يشبه البلوك أمام أي تحرك جزائري تجاه روسيا ضد المغرب.
الأكيد أننا نعيش مرحلة جديدة في رقعة العلاقات الدولية، تستوحب تقديم تنازلات من الجميع، ولعل فرنسا الان اخر قلاع أوروبا التي لازالت في المنطقة الرمادية، بعد أن تم طي صفحة اسبانيا، وقبلها ألمانيا، والحكم الذاتي في تقديري ما هو الا مسألة وقت قريب.

زر الذهاب إلى الأعلى