اسبانيا تضرب البوليساريو في مقتل

المحرر الرباط

 

أعطى رئيس الحكومة الاسباني، الانطلاقة لجولة جديدة في العلاقات الاسبانية المغربية، و شكلت الرسالة التي وجهها الى الملك محمد السادس، تغييرا جذريا في موقف بلاده من قضية الصحراء، خصوصا و أن المملكة الاسبانية ظلت تتبنى موقفا متذبذبا و غير واضح في تعاطيها مع هذا النزاع المفتعل، و كانت تشكل بالنسبة للانفصاليين موطأ قدم لطالما اتخدوه قلعة ينفثون منها سمومهم و ينفذون فيها خططهم مع المخابرات الجزائرية.

اعتراف المملكة الاسبانية بمقترح الحكم الذاتي، كحل واحد و وحيد للنزاع حول قضية الصحراء، يعتبر ثمرة سنوات من المجهودات الديبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك، و يؤكد فعلا بأن المغرب قد أصبح رقما صعبا، و قوة اقليمية حققت الريادة في مجموعة من المجالات و على رأسها المجال الامني الذي تشكل فيه بلادنا أساسا و مرجعا يضرب به المثل في محاربة الارهاب و التطرف و نشر روح السلام و التعايش.

و يتابع العالم بعد أقل من سنة، تجسيد الخطب الملكية على أرض الواقع، وذلك بعدما تأكد بأن المغرب قد تغير فعلا لكن ليس كما يريد البعض، و إنما وفقا لمصالحه العليا و حوزته الترابية كاملة، بل و أن الجميع يتابعون اليوم، بلادنا و هي تقيم علاقات قوية و مثينة مع دول الجوار، تماما كما عبر عن ذلك جلالة الملك في خطاب 20 غشت من سنة 2022، حيث اكد الملك على ان الديبلوماسية المغربية تعمل بكامل الهدوء و المسؤولية على اعادة الدفئ لعلاقاتها مع اسبانيا.

المفاوضات بين المغاربة و الاسبان، و التي تمت تحت اشراف جلالة الملك شخصيا، انتهت باعتراف اسباني بمصداقية مقترح الحكم الذاتي، و أعطت أكلها بعد فترة حرجة فجرها بنبطوش و مرت بلا رجعة، و هو ما يعني أن المغاربة قد تمكنوا فعلا من اقناع الطرف الاسباني بأن مصالح بلاده و مستقبلها رهينان باقامة علاقات حسن جوار مع المملكة المغربية، التي لا يمكن اعتبارها مجرد بلد افريقي لازالت آثار الاستعمار مؤثرة على قوته و تأثيره.

الخطاب الملكي المؤرخ في السادس من شهر نونبر من السنة الفارطة، تحدث عن الموقف الامريكي التاريخي من قضية الصحراء، و الذي جاء مناصرا للمغرب، و أشار الى التقدم المغربي الكاسح في دفاعه الديبلوماسي عن حوزته الترابية، و الذي ترجم باقامة أكثر من 24 قنصلية في كل من مدينتي العيون و الداخلة، و قد كان رسالة واضحة التقطتها الحكومة الاسبانية بايجابية، و ترجمتها الى اعترافٍ بجدية الحكم الذاتي، عبر رسالة وجهها رئيس الحكومة الاسباني الى جلالة الملك.

هذه الرسالة التاريخية، ستكون بمثابة دفعة قوية للمملكة المغربية، و ستعزز الطرح المغربي باعتبار الدور التاريخي لاسبانيا بمناطق النزاع، كما تعتبر حلقة جديدة من مسلسل الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، و المواقف المساندة للمغرب التي أُطلقت من قلب الجامعة العربية و دول الخليج، اضافة الى عشرات القنصليات التي تم افتتاحها من قبل دول افريقية و عربية كتعبير عن دعم المملكة في قضيتها الاولى.

موقف اسبانيا سبقه موقف الماني مشرف، عبر عنه الرئيس الالماني من خلال رسالة وجهها الى جلالة الملك و أكد فيها عن موقف بلده الذي يعتبر مخطط الحكم الذاتي بمثابة جهود جادة و ذات مصداقية من قبل المغرب، و أساسا معقولا للتوصل الى حل نهائي و جاد لهذا النزاع الذي طال لعقود، فقط لأن الله حشرنا مع جار، يسعى جاهدا لطعننا من الخلف بسبب أو بدون سبب.

رسالة رئيس الحكومة الاسباني، يمكن اعتبارها ضربة قاضية لجمهورية الخيام البالية، التي يحلم قياديوها اقامة دولة بسيارة دفع رباعي و جملين و قطيع من الغنم، كما قد يعتبرها الكثيرون انتكاسة جزائرية ستدفع ملايين الجزائريين الى المطالبة بربط المسؤولية بالمحاسبة، و التساؤل عن مصير الملايير التي صرفها قصر المرادية على عصابة الرابوني بينما تعيش بلاد المليون شهيد على وقع أزمة بطاطس حادة.

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد