ثقة المغاربة: لماذا الامن و العسكر؟

المحرر الرباط

 

جاء في تقرير صادر عن معهد مغربي متخصص في تحليل السياسات، أن المغاربة يثقون في مؤسسات الشرطة والجيش أكثر من المؤسسات المنتخبة وعلى رأسها الحكومة.

 

وحسب التقرير فإن  الشرطة والجيش تحظيان بأعلى مستوى من الثقة، حيث تبلغ نسبة الثقة 95 في المائة في القوات المسلحة، بينما تصل هذه النسبة  إلى 92 في المائة، حيال المؤسسة الامنية التي يقودها عبد اللطيف حموشي.

نسبة ثقة المواطن العمياء في الشرطة و الجيش، و إن كانت جد عادية و مستمرة على مدى عقود، الا أنها قد ارتفعت خلال السنوات الاخيرة، و تجاوزت التسعين في المائة، فيما يتوقع بعض المهتمين أن تصل الى رقم أكبر في السنة المقبلة.

المواطن يثق في الجيش باعتباره مشكلا لمؤسسة تعمل في الظل، ولا تحتك مع المجتمع الا في حالات الاستثناء، و كل ما يعلمه المغاربة عنها لا يتجاوز سقف المهام الجسام التي يؤديها عناصرها و التضحيات الكبيرة التي يقدمها الجنود في سبيل حماية الوطن.

المؤسسات العسكرية تحظى بالثقة في معظم دول العالم، التي لم تعش انقلابات، و هو ما يجعل تصدرها للمشهد في تقرير المعهد المغربي لتحليل السياسات، جد عادي، اضافة الى ترؤسها من طرف الملك محمد السادس الذي يشكل نقطة اجماع المغاربة.

الاحداث التي عاشتها مناطق مختلفة في الصحراء، منذ تدخل الكركرات، و الاخبار التي تم تداولها بخصوص الانجازات التي حققها الجيش المغربي في مواجهة المرتزقة، ساهمت بدورها في اثارة انتباه الرأي العام الى المؤسسة العسكرية، و عززت تعلق المواطن بها بشكل غير مسبوق.

الرقم الذي تضمنه التقرير فيما يتعلق بثقة المواطن في المؤسسة الامنية، يعكس مجموعة من الامور، و يؤكد على أن السياسة التي باتت الادارة العامة للامن الوطني تنهجها منذ التحاق عبد اللطيف حموشي بمنصب مديرها العام، قد أعطت فعلا أكلها، و قد صححت مجموعة من المفاهيم لدى المواطن المغربي.

و يعتبر الحموشي، كشخصية أمنية، عاملا اساسيا في ثقة المواطن، حيث أن المغاربة عرفوا الرجل منذ تعيينه من طرف الملك، كمسؤول نزيه صحح مجموعة من الامور فيما يتعلق بعلاقة الامن بالمواطن، و تدخل في مناسبات كثيرة لاعادة الامور لمجاريها و انصاف الحق حتى و إن كان على حساب العناصر الامنية.

سمعة الحموشي داخل المجتمع المغربي، و تعليماته الغير منتهية، اضافة الى توجيهاته، عززت ثقة المواطن في المؤسسة الامنية، لدرجة أننا أصبحنا نلاحظ انتشار فيديوهات استعطاف موجهة الى هذا المسؤول تناشده بالتدخل، بل و حتى رجال الامن أصبحوا يؤكدون على أنهم اصبحوا يعملون بأريحية و تخلصوا من اعباء كثيرة كانت تؤرقهم اثناء تأذيتهم لواجباتهم المهنية.

تدخلات الامن اصبحت مضاعفة، و نتائج عملهم أصبحت بدورها ملموسة، و ذلك راجع للعامل النفسي الذي اعتمده الحموشي في تدبيره لشؤون المديرية العامة، حيث بات الشرطي يعمل و كله ثقة بأن الادارة تسند ظهره و تدافع عن حقوقه مهما كانت الظروف، مادام أنه يؤدي واجبه في احترام تام للقانون و دون شطط في استعمال السلطة.

و من بين اهم العوامل التي عززت ثقة المواطن في الشرطة، هو اعتماد المديرية العامة لسياسة اعلامية تهدف الى تنوير الرأي العام بمختلف مراحل تفكيك العصابات و محاربة الجريمة، ما ساهم في طفو مديرية المحافظة على التراب الوطني “الديستي” على سطح الاحداث، و جعل المواطن على علم بأن معظم التدخلات الامنية الكبرى تتم بناءا على ماتقدمه هذه المديرية من معلومات ثمينة لزميلتها في الميدان.

انفتاح الادارة العامة للامن الوطني على وسائل الاعلام، اماط اللثام عن خلية النحل التي تعمل يدا في يد للحفاظ على الامن العام و محاربة الجريمة، و الرأي العام بالدور الحقيقي و الفعلي لمصالح الديستي، و هو ما قوّى الروابط بينها و بين المواطن الذي دافع عنها في مناسبات كثيرة، و استنكر تطاول بعض من يخدمون اجندات خارجية عليها، بل و لم يترك أي مجال لهؤلاء كي يتسللوا بينها و بين الرأي العام ليمارسوا تظليلهم و تحريفهم للحقيقة.

تقرير المعهد المغربي لتحليل السياسات، و إن كان مرآة تعكس حقيقة العلاقة المثينة التي اصبحت تجمع المغاربة بمؤسستهم الامنية و العسكرية، فإنه يشكل صدمة بالنسبة للجهات التي صرفت الملايير على الخونة من أجل الضرب في مصداقيتها دون أي نتيجة تذكر، بل و أنه يعتبر نتيجة صراع بين الابطال و الخونة، أسفرت عن فوز جنود الوطن بفارق كبير و دون عناء…. قضي الامر الذي فيه تستفتيان.

زر الذهاب إلى الأعلى