قضية عمر الراضي: قصة و عبرة و دروس

المحرر الرباط

 

أسدلت محكمة الاستيناف الستار على قضية الصحافي عمر الراضي، و أيدت حكم الست سنوات حبسا نافذا، التي سبق لابتدائيتها و أن أصدرته، مخلفة ردود فعل متباينة بين المتعاطفين مع الراضي و الذين يرون في المنطوق نوعا من القساوة و الذين يتعاطفون مع ضحيته، و الذين يؤكدون على أن الحكم مخفف مقارنة مع الافعال الجرمية المرتكبة.

كمتتبعين لهذه القضية من مدرجات الملعب، و بشكل محايد، نعتقد بأن قضية الراضي يمكن أن تشكل بالنسبة للبعض عبرة و درسا، يستحلص منهما أن “المغطي بالمعطي عريان”، و أننا نعيش في دولة يسود فيها القانون و يحكم، ولا تزر فيه وازرة وزر أخرى، ما يحتم على كل فاعل أن يحتكم الى منطق العقل في معالجة الاشياء و عدم الانصياع وراء من هم اليوم أحرار طلقاء بينما يعيش ضحاياهم وراء القضبان.

عمر الراضي، بدوره ضحية مجموعة من الاشخاص الذين ربما استغلوا اندفاعه التلقائي و حسن نيته، و جعلوا من تحته نارا و من فوقه حطبا، فلما اشتد لهيبها تركوه لحاله و لن يظل الى جانبه اليوم عدا والدته التي نتعاطف معها في هذه المحنة لكن دون أن نعفل بأن ابنها هو السبب الرئيسي فيها، و أنه هو من حاول أن يلعب “الدراع الحديدية” مع المخزن، بعد أوهموه بأنه البطل الخارق.

نحن متأكدون من أن الاستاذ عمر، سيجلس مع نفسه اليوم أكثر من أي وقت مضى، و سيعيد شريط حياته الف مرة، و في كل مرة سيفعل ذلك سيكتشف حقيقة مجرم من المجرمين الذين دفعوه الى جهنم و تراجعوا الى الوراء، و سيتأكد ممن باعه و من تراجع عن الدفاع عنه و من كان يريد مصلحته، ولا شك بأنه سيكون للمعطي منجب و خديجة الرياضي و محمد رضى و عبد المومني…. نصيب من تفكير عمر، الذي سيتأكد من أنه وحدها والدته التي تريد أن تراه أحسن منها، و وحدها ستبقى في العذاب حتى مغادرته السجن.

سيكون لعمر، موعد مع الحقيقة، و سيتمكن داخل تلك الزنزانة من اكتشاف مجموعة من الحقائق، التي سيستخلصها من ربطه للوقائع، و مما يصله من أخبار حول من دفعوه الى عكاشة، و نسوه الى الابد، وهاهم اليوم يبحثون عن مرضي الوالدين الذي سيكون ضحيتهم اللاحقة.

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد