الطعارج “ج1”

المحرر الرباط

 

“الطعارج” هي عبارة عن آلة موسيقية مغربية تقليدية، مصنوعة من الطين و جلد الخروف، تستعملها الفرق الموسيقية الشعبية و “االلعابات” في تركيب موسيقى شعبية، تعتمد بالاساس على رنتين، و لهذا ففي كل مرة تتعارك سيدينين فيها بتبادل الصراخ، يقال لهما “كايترادو بحال الطعارج”.

ماسبق ذكره، ينطبق بالحرف على العرض الفولكلوري الذي قدمه يوم امس، محمد زيان و دنيا الفيلالي، خصوصا و أن طريقة كلامهما كانت تؤكد بأن حوارهما كان متفقا عليه، و أن دنيا كانت تطرح اسئلة يعرفها زيان بشكل مسبق، أي أنهما قد حضراها قبل عرضهما المسرحي المفضوح.

حوار يوم أمس، أكد لنا أن ما يجمع زيان و دنيا، هي المصالح الشخصية، و كل فرد منهما يقضي حوائجه باستعمال الاخر، فالاول يبحث عن مكبر صوت يستعمله للانتقام، أما الثانية فتبحث عن حيوان تصنع به الفرجة على موقع يوتوب و تكسب بذاك ارباح الادسنس، نظير المشاهدات.

و حتى و إن كان حوار المعنيان بالامر مجرد مهزلة لا تستحق حتى منابعتها، لكن لابأس أن نعقب على بعض المغالطات التي تم تمريرها بشكل متعمد، تماما كما دأب الشيخ على تمريرها كلما أتيحت له الفرصة لذلك، و أن نوضح بعض الامور التي يعلم زيان قبل غيره بأنها مجرد كدب و افتراء.

دنيا التي تحولت من مستضيفة لزيان الى طرف في نزاعه مع الدولة قالت ان النظام المغربي اعلن حربا على حرية التعبير، و أنه أحدث ما يسمى بالبوليس السياسي لمتابعة النشطاء قضائيا، وهنا نتساءل عن مصادر معلوماتها، و نذكرها بأن العالم بأسره يثمن الطفرة الحقوقية التي يعيشها المغرب منذ اواخر التسعينات.

هل نكدب الدول و المنظمات الحقوقية، التي تتوفر على آليات و وسائل و خبراء لمراقبة حقوق الانسان، نصدق دنيا الفلالي، التي تتحرك بخلفيات انتقامية، على هامش منع دماها الجنسية من دخول المغرب؟ و لماذا لم تتحدث الاستاذة دنيا عن هذا البوليس السياسي قبل هذه السنة، التي فُضحت فيها تجارتها في تزوير السلع و المتاجرة في المواد الجنسية؟

حسب تصريح محمد زيان، فإنه لم يكن يتوقع هذا الحكم بل كان يتوقع البراءة، و هنا يتضح الفراغ الكبير داخل مخه، و عدم المامه بالقانون الجنائي، الذي يجرم العلاقات خارج اطار الزواج، و يعاقب على تهريب المجرمين و التستر عليهم، أما إذا كان الرجل لازال مصرا على أنه ليس هو الشخص الذي ظهر في الفيديو الشهير، فلن نتردد في أن نهنئه على وجهه “القاصح” و “تخراج العينين” الذي يجيد ممارسته.

الشخص الذي وصفه سي زيان ب “رجل ما عجبوش كلامي شكا بيا لوزير الداخلية”،  هو السيد المدير العام للامن الوطني، “و قولها و شلل فمك بيها” و يشتغل ليل نهار لحماية امثاله ممن هم مستعدون لقتله بسبب الفيديو إياه، و إذا اتفق معنا السيد التقيب حول المهام الجسام التي يؤديها عبد اللطيف الحموشي لفائدة الامن القومي للبلاد، فنسائله ما الذي قدمه هو لهذا البلد،

و إذا كانت لزيان الجرأة، يعتقد فعلا بأنه رجل مؤثر داخل المجتمع، فليخرج للشارع للحديث مع الناس حول الحموشي، و ليسألهم عن الاهمية التي يمثلها هذا الرجل بالنسبة للمغاربة،  رغم أننا نعلم علم اليقين أن كفة زيان ستطير الى السماء السابعة لو وضعناه في الميزان مع مدير الامن المغربي، على الاقل لانه رجل ثقي لم يظهر عاريا في شريط فيديو، و لم يستغل مشاكل أحد من اجل ابتزازه كما فعل كبير السياسيين الذي يفتح اليوم فمه على مصراعيه.

النظام الذي يعتبر ان الشعب” مكلخ ما فاهم والو” كما وصف زيان النظام المغربي، لا يلجؤ الى القضاء من أجل رد الاعتبار لمؤسساته، و نحن نجزم لو أن الرجل يعيش في كتف نظام مماثل، لما تجرأ على الكلام كما يتكلم اليوم، و دليلنا على ذلك، هو أنه عندما كان المغرب يعيش سنوات “لي دوا يرعف” كان زيان يترافع عن وزارة الداخلية أمام المحاكم، و كان يطالب بسجن المناضلين الحقيقيين و اعدامهم.… يتبع

زر الذهاب إلى الأعلى