هل يحن البيجيديون لعهد العثماني

المحرر الرباط

 

ما يتداوله المقربون من قيادات حزب العدالة و التنمية، يؤكد على أن العشرات من مناضليه غير راضين على الكلمة التي القاها عبد الاله بنكيران قبل أيام، خصوصا عندما دافع عن بقاء عزيز أخنوش رئيسا للحكومة، و هو ما خلق جدلا واسعا في أوساط مريدي الحزب و المتعاطفين معه، و الذين تضاربت تعليقاتهم بين مؤيد و معارض.

وبينما يعتقد البعض بأن بنكيران، قد غير مواقفه بشكل واضح، في اطار سعيه نحو الحاق الحزب بركب باقي الاحزاب، و تمهيدا لمستقبل سيجعل من البيجيدي مجرد فاعل سياسي و خادم مطيع للمخزن، يؤكد البعض الاخر على أن دفاع بنكيران على أخنوش هو محاولة لتوريطه في مزيد من المشاكل التي كان هو سببا مباشرا فيها، خصوصا توقيعه على قرار تحرير اسعار المحروقات.

و رغم أن ولاية سعد الدين العثماني كانت الاسوأ بالنسبة للعديد من البيجديين، الا أن هؤلاء يعتقدون بأن زعيمهم السابق لم يسبق و أن سجل موقفا مدلا كالذي صرح به بنكيران، و الذي يُعتقد أنه كان يداعب التحكم عبر أخنوش، رافعا الراية البيضاء، و موجها رسائل ضمنية تفيد باستعداده نهج نفس السبيل الذي نهجه ادريس لشكر مباشرة بعد توليه قيادة الاتحاد الاشتراكي.

و لم يخفي بعض البيجيديين حنينهم لايام العثماني، و تخوفهم من أن تكون عودة بنكيران، مرتبطة بانتقام الرجل من هياكل الحزب التي حرمته من ولاية ثالثة عندما كان يعتزم الانقلاب على قانونه الاساسي، كما أكد هؤلاء على أن الرأي العام المغربي بات متأكدا من أن المصباح يخطب ود الحمامة بعد حرب ضروس تمكن اخنوش من الفوز فيها، و اتهمه بنكيران خلالها بشراء اصوات الناخبين.

و مهما اختلفت تعليقات المتابعين لخرجة بنكيران الاخيرة، فجميعهم متفقون على أن حزب العدالة و التنمية قد فقد بريقه بشكل شبه كلي، و أن الولايتين اللتين فاز بهما لا تختلفان عن “البوز” الذي حققه علال القادوس في وقت من الاوقات قبل أن ينساه المغاربة الى الابد، و هو المصير الذي ينتظر البيجيدي في القادم من الاستحقاقات الانتخابية، ليبقى تقاعد وزرائه قائما حتى اشعار آخر.

زر الذهاب إلى الأعلى