محمد زيان: الجزاء من جنس العمل

المحرر الرباط

 

كثيرون من لم يخفوا صدمتهم من الحكم الذي صدر اليوم في حق محمد زيان، الذي قرر أن يغير من توجهاته السياسية، وتعمد معاداة الدولة و مؤسساتها و رموزها، بعدما أكل و شرب و استفاد من المال العام بجميع الطرق الشرعية و الغير شرعية، و بعدما اكتشف بأن الدولة الديموقراطية لا تتماشى و طموحاته التي لم يتبقى منها الى واحد في المائة لعدة اعتبارات لعل اهمها هو عامل السن.

الحكم و إن كان ابتدائيا ستتبعه مرحلة الاستيناف، الا أنه جاء ليؤكد للمغاربة على أن الجميع تحت القانون، و أن محمد زيان لا يختلف عن مول الكاسكيطا و لا عن العديد من المواطنين الذين تسببت لهم ألسنتهم في السجن، و قد يكون مناسبة لتذكير المواطن بأن الكلام يؤطره القانون و أن حرية الاشخاص تنتهي عند مساسها بحرية المواطنين و المؤسسات، الشيء الذي لم يعره زيان اهتمامه عندما يوزع التصريحات يمينا و شمالا.

محمد زيان كان يعتقد بأن الدولة عاجزة عن الدفاع على مؤسساتها، وظن بأن احترام المسؤولين لوضعه الاعتباري كرجل مسن سبق و أن تقلد عدة مهام، ضعفا و خوفا منه، فخاض حروبا دنكشودية ضد طواحين هوائية لا توجد الا في مخيلته، بل تعمد الاساءة لمن تأكد المغاربة من أنهم عماد الامن في وطنهم، الساهرون على حمايتهم و حماية اطفالهم، و كله ثقة في النفس، معتقدا بأن النجومية في المغرب مرتبطة بالمطالبة بحل مؤسسات الدولة، و بمهاجمة المسؤولين الذين يحبهم المغاربة دون استثناء.

الكثيرون يتساءلون لماذا تمت متابعة زيان في حالة سراح، رغم أن جرائمه تضاعف ما اقترفه العديد من المواطنين الذين توبعوا وهم معتقلين، بينما يطالب البعض بتخفيف الحكم و الاخد بعين الاعتبار لحالة الرجل العقلية التي تدهورت بشكل ملحوظ و التي تسببت له في كثير من الانتقاذات، خصوصا عندما قرر بشكل مفاجئ مهاجمة عدد من مؤسسات الدولة و رموزها، مطلقا العنان للسانه.

و يعتقد العديد من المتابعين لقضية زيان، بأن القضاء سيؤيد الحكم الابتدائي الصادر في حقه، لأنه راعى الى حد كبير ظروفه الصحية و وضعه الاعتباري كوزير سابق و نقيب للمحامين، مشيرين الى أن مواصلته لخرجاته الاعلامية و توزيعه للاتهامات دون دليل، قد يتسبب له في مزيد من المتاعب خصوصا إذا ما قرر من يترفعون عن التزول الى مستواه مقاضاته.

زر الذهاب إلى الأعلى