محمد زيان: المناضل الكبير جدا جدا جدا

المحرر الرباط

 

اليوم و قد أصبح المحامي محمد زيان مناضلا حقوقيا يدافع عن حقوق الشعب و مكونات المغرب المنسي، فقد بات من المنتظر أن يلتحق به كل من هب و دب لتبني ملفات المستضعفين و التساؤل عن عائدات مناجم الذهب و الفضة، و لم بعد هناك شروط ولا ضوابط من أجل الصعود الى قطار حقوق الانسان في بلادنا.

و لمن يتميزون بذاكرة السمك، فلا مانع من أن نذكرهم بأن سيمحمد زيان، قد شغل منصب وزير في حكومة سابقة، و كان محاميا للدولة، يسجل أنابته بشكل حصري لفائدة الوزارات و المؤسسات، و يضرب بقبضة يده اليمنى فوق الطاولة مطالبا القضاء بتنزيل اقصى العقوبات على الحقوقيين و السياسيين.

كما لا يمكننا أن نفوت الفرصة، دون أن نذكر سي زيان، بأنه كان غارقا في الاتهامات التي وجهها لزميله كروط، و أنه قد وقف وجها لوجه مع نوبير الاموي رحمه الله، مطالبا بسجنه مدى الحياة، و بأنه توجه للمحكمة ذات يوم لوضع شكاية في مواجهة المناضلين الاتحاديين، لفائدة الدولة التي اصبحت في وجهة نظره اليوم، غير ديموقراطية.

ألم يكن محمد زيان في تلك الحقبة، يتلقى التعليمات من الجهاز الذي يطالب اليوم بحله؟ ألم يكن يترافع لفائدة وزارة الداخلية، التي يهاجم مؤسساتها بعدما طبقت معه منطق “الحساب صابون” عقب انتهاء الحملة الانتخابية التي حصل فيها حزب الاسد على صفر مقعد، في مشهد غير مسبوق؟

محمد زيان الذي يطالب بحل أجهزة الدولة في عز نجاحها، و في وقت يسهد لها العالم بالتفوق و الاجتهاد، هو نفسه الذي كان يتلقى التعليمات تلك الاجهزة إبان سنوات الجمر و الرصاص، و كأن الرجل لا يريد للاجهزة أن ترتقي، و يعارض الطفرة الحقوقية التي تعيشها بلادنا، أو كأن تخليق المرفق الامني قد أزعج الرجل كثيرا.

و إذا كان البعض يشك و لو بنسبة ضئيلة في أن الرجل الذي طالب ذات يوم بسجن الاموي و السرفاتي و اليوسفي بسبب انتماءاتهم السياسية، يدافع فعلا عن مستضعفي مدينة طاطا، بمنطق حقوقي محض، فنحن بدورنا سنؤكد على أن سي زيان مناضل كبير جدا جدا جدا.

زر الذهاب إلى الأعلى