فرانسيس نغالو من متسول في غابات الرميلات بطنجة إلى بطل عالمي في رياضة القتال

كادم بوطيب المحرر

هل تصدقون أن هذا الماثل أمامكم كان قبل سنوات يتسوّل في شوارع طنجة وخاصة المدينة والقديمة والسوق دبرا، ويبيت في غابة الرميلات بطريق آشقار ؟ إنه الكاميروني فرانسيس نغانو أحد أبطال رياضة القتال المختلط في منظمة “يو أف سي”.

يعتبر المقاتل فرانسيس نغانو، أحد أبرز “قصص النجاح” التي وسمت الرياضة العالمية في السنوات الأخيرة، حيث تمكن الكاميروني من تسلق المراتب تدريجيا حتى تحول من متشرد يتسكع بالمغرب، لنجم يرصع سماء الفنون القتالية المختلطة.

ويفتخر المقاتل الكاميرروني بالمسار الذي اتخذه في حياته، حين تمكن من بلوغ الديار الإسبانية ثم الفرنسية بعد أن كان مهاجرا غير شرعي بمدينة طنجة، ليتحول بعد سنوات من العمل والمثابرة، لأحد رجالات الفنون القتالية المختلطة.

ولا زال نغانو يتذكر أول ذكرى له حين اكتشف الفنون القتالية، حيث قال في إحدى التصريحات: “شاهدتها مرة في التلفزيون ولم أعرف ما هي. قلت مع نفسي، ‘أي نوع من الملاكمة هاته؟’. كانت هناك إسقاطات ومصارعة. إنها ليست ملاكمة. ما هي إذن؟”.

ولم يفتئ نغانو من تذكر العقبات التي طبعت مسيرته، حيث نشر مؤخرا، صورة تعود للأيام التي قضاها كمهاجر سري بمدينة طنجة.

وعقب نغانو، على صورته التي تعود لسنة 2012: “كان هذا في ديسمبر قبل 12 سنة في طنجة بالمغرب، أحاول أن أجد طريقي إلى أوروبا. كنت أنام في الخارج في الغابة، ولم يكن لدي سوى الملابس التي أرتديها”.

عاش الكاميروني نغانو تجربة المغرب حيث ما زال يعاني حتى اليوم آلاف المهاجرين من دول جنوب الصحراء، ويستحضر المطاردات مع الشرطة وسرقة أغراضه الشخصية في غابة الرميلات ، حيث ينتظر المهاجرون الفرصة الملائمة للتسلل إلى إسبانيا. كما يتذكر العودة القسرية إلى وجدة، شرق المغرب. وعودته مرة أخرى لطنجة.

وبدأ الملاكم محاولته الأولى لعبور إسبانيا عبر قارب قابل للنفخ. ويتذكر “لم يكن لدينا مجداف، والرجل الذي كان يقود القارب أخبرنا بأن نجدّف بأيدينا. تساءلت حينها، ما الذي يفكر به هذا الرجل! البعض يموت في البحر عندما يكون لديهم مجاديف وهذا الرجل يريدنا أن نجدّف بيدينا”. لكن فرانسيس لم يكن مستعدا لفقدان الأمل “اعتقدت أننا سنكتب التاريخ وسنكون أول من يصل إلى إسبانيا تجديفا بالأيدي. صدقت ذلك حقا”. لكن خفر السواحل أوقف حلمه. ولم يصل فرانسيس إلى إسبانيا إلا بعد سبعة محاولات مريرة. مكنته من الوصول إلى طريفة في جنوب إسبانيا،حيث أمضى فرانسيس شهرين في السجن بسبب دخوله البلاد بشكل غير قانوني.

ولا عجب إذا في طريقة حياة فرانسيس إنجانو الفاخرة التي تغيرت بشكل جذري. فهو يملك منزلا فخما في باريس وآخر في لاس فيغاس، ويهتم بمظهره، إذ يلبس ساعة يد ذهبية ويحرص على مطابقة ألوان ملابسه مع حذائه الوردي الفاتح …”فما دامت هناك حياة فهناك أمل”

B3ADD909 BFDA 4550 9E65 426992FF3FA5

زر الذهاب إلى الأعلى