أخنوش في ليلة انقضاء”عِدّة الحكومة”: السؤال الممنوع…

محمد الشمسي

لم يتوفق رئيس الحكومة في الدفاع عن مائة يوم الأولى من عمر حكومته، ليس لأن 100 يوم ليست مكيالا لوزن إخفاق الحكومة من نجاحها، بل لأنه أصلا لم يتحقق شيء في تلك الأيام المائة يستحق الذكر…
فعلى مستوى الخطاب فإن رئيس الحكومة”مبردش القلب”، حيث خانته اللغة ليرقع الخصاص مرة مرة بالفرنسية، و لا نظن أن شريحة واسعة من البسطاء ممن انتظروا طلعته غادين يفهمو شي حاجة، دون إغفال مشكل أخنوش مع نظارتيه…
وعلى مستوى المضمون فالغالب الله، فقد تكلم أخنوش لما يفوق ساعة دون أن يقول إفادة أو إقناعا أو يبشر الناس ببشارة أو يرمي لهم مجذفا أو شظية أمل، لاسيما وأن عموم المواطنين كانوا يعلقون آمالا على ظهوره لكون شبح الجفاف يوشك أن يغشى المملكة في سنة ستزيد الفقراء فقرا، وهم الغارقون في مخلفات كوفيد 19 فإذا بجفاف 2022 يترصدهم…( واللهم أغثنا وارحمنا ولا تؤاخذنا…يا سيدي ربي ما عندك لمن تخلينا)…
لعل المواطنين هم من يمكنهم الحديث لرئيس الحكومة عن تلك 100يوم ، فعلامة الدار على باب الدار، لأنه من البديهي ان يتغنى اخنوش بحكومته لأننا نعرف ” شكون يشكر لعروس”…
لكن الذي ظهر بدون كثير عناء أن رئيس الحكومة كان على اطلاع مسبق بالأسئلة، ففي أحد ردوده قال مشيرا للصحفي بيده إشارة المتيقن” وراحنا غادين نرجعو لهاد النقطة ونفصلو فيها” بمعنى أنه كان يعلم مسبقا بوجود تلك النقطة (برنامج أوراش) في ورقة السائل، ثم لأن الكاميرا التقطت ورقتي الصحافيين وعليهما الأسئلة مرقونة بالحاسوب و”مقادة ” وطبعا يمنع منعا كليا الخروج على السطر بأي زيادة فالزيادة من راس…، بمعنى أن “الماتش كان مسجل” حتى لا أقول “مبيوع”، بل إن الحوار تم تسجيله حوال السادسة مساء بتوقيت ” مكانة أخنوش التي يضعها في يده”، والله أعلم باليوم، و هذا يبقى أمرا طبيعيا لأن القناة هي حكومية ومن المفروض أن تكون الأسئلة من سلالة الحيوانات المهجنة و الوديعة والأليفة بلا مخالب ولا أنياب.
لكن السؤال الذي أعتقد أنه صدرت فتوى بتحريم طرحه على رئيس الحكومة هو فضيحة الدورية الثلاثية التي تسببت في إغلاق المحاكم المغربية في وجه مرتاديها من محامين وموظفين وعموم المتقاضين بسبب بدعة الجواز الصحي، وما خلفته من ضجة وجلبة ومسيرات واحتجاجات أضرت بالعدالة وخلفت خسائر في المشاعر والحريات، وتحدثت عنها كبريات وكالات الأنباء، ولعل تقنية الاستجواب كجنس صحافي تستلزم توجيه هذا السؤال لرئيس الحكومة، لاسيما وأن سبب نزوله توفر في أكثر من مناسبة خاصة عند الحديث عن المشاكل التي خلفها فرض الجواز المذكور وما شهده من ممانعة، لكن ربما لم يُطرح السؤال رفعا لإحراج رئيس الحكومة، فهو لا يملك الباكاج اللغوي باش يجاوب، فيقدر يجي يكحل العين يعورها في موضوع شبيه بالمشي فوق “قشور البنان”، تتداخل فيه السلطة القضائية ونظيرتها التنفيذية في تلك الدورية التي كتبها التاريخ في خانة “الردة على فصل السلط”، أو في باب” كيف تدوس القانون بدورية”.
توقعت سؤال شل المحاكم حين وجه الصحافيان لرئيس الحكومة سؤال تحديد سن مباراة ولوج سلك التعليم في 30 سنة، فأي السؤالين أحق بالقول؟
عموما بمرور 100 يوم أنهت الحكومة عدتها، ولا نعرف هل هي عدة المطلقة ام عدة الارملة، ما نعرفه أن رئيس الحكومة خرج من سباته وظهر في التلفزة يسأل نفسه بأسئلته ويجيب عليها، وآراو عليها سوارت الرباح، يعني الرش الرش …

زر الذهاب إلى الأعلى