دنيا و عدنان الفيلالي: عندما تتحول التجارة الى خيانة

المحرر الرباط

 

لاتزال تداعيات طلب اللجوء الذي تقدم به الكوبل الفيلالي الى السلطات الفرنسية، متواصلة على مواقع التواصل الاجتماعي، بين رافض لقبول هذا الطلب من طرف السلطات الفرنسية، و من يدعون الى محاسبة المعنيين بالامر بسبب تصريحاتهما السابقة المعادية للسامية، و التي تستوجب عقوبات في القانون الجنائي الفرنسي قد تصل للسجن والغرامة.

الضجة التي خلفها خبر تقديم الفيلاليين لطلب لجوء سياسي بفرنسا، دفعت العديد من المدافعين عن حقوق الاقليات و الانتماءات الدينية و العرقية، الى اعادة نشر مجموعة من الفيديوهات التي تتضمن تصريحات سابقة لدنيا و زوجها، و ذلك قصد اثارة انتباه الجهات الفرنسية المعنية، الى حقيقة  الكوبل المغربي الفار من العدالة و الباحث عن موطئ قدم في المجتمع السياسي المعارض دون صفة ولا وجه حق.

فضائح بالجملة كشفها معارضو منح الفلاليين اللجوء بفرنسا، انضافت الى جرائمهما المتعلقة بمعاداة السامية، و هو ما ساهم في انتشار عريضة اطلقها هؤلاء و وضعها رهن اشارة النشطاء للتوقيع قصد المطالبة بعدم الموافقة على انسلال عدنان و دنيا الى قلب المجتمع الفرنسي، و الحيلولة دون أن يتمكنا من ترسيم حدود ميدان سيكون بمثابة منطلق للتحريض على العنصرية و استغلال التراب الفرنسي لاجل تصفية حسابات ضيقة مع أنظمة صديقة و حليفة للفرنسيين.

دنيا و عدنان، لم يكنا سوى تاجرين استغلا علاقات والد هذا الاخير من أجل تسهيل معاملاتهما التجارية، و تغيير الشركات كما تغير دنيا ملابسها الداخلية هروبا من الضرائب، قبل أن يلتقيا بيطل المغرب في تزوير الماركات العالمية “ناصر زيان” نجل المحامي محمد زيان و الذي يقبع بالسجن بسبب تهم تتعلق بذات الموضوع، ليغير الفيلاليان من منهجية عملهما، بعدما اقتنعا بأن التزوير و اللعب على الاثارة الجنسية قد يضاعف من رقع معاملاتهما مع المغاربة و بعض الدول العربية.

غير الفيلالييان خطة عملهما، شرعوا في الترويج لمنتجات مزورة ادعوا انها تكبر القضيب و الارداف و تساهم في اطالة وقت العلاقات الجنسية، فكان لناصر زيان نصيب من الارباح ياعتباره الموزع الذي يعتمد عليه مالين الشكارة، في المغرب، لينتقلوا بعد ذلك الى بيع الدمى الجنسية و الهواتف الذكية المزورة، فكانت ارباح الجميع تتضاعف و بم يفوت الفلاليين شريطا واحدا نشراه على اليوتوب الا و نوها بالملكية في المغرب، و بعمل المؤسسات القضائية و الامنية، الى أن سقط موزعهما داخل المغرب “ناصر زيان”.

اعتقال ناصر زيان بتهمة تزوير ماركات عالمية، أسقط الاشجار الاي كانت تخفي غابة الاستغلالية و المتاجرة في معاناة الناس، و أماط اللثام عن حجم الجشع الذي يميز شخصية الفلاليين، و كيف انهما استغلا معاناة العالم مع كوفيد، و تقيد المغرب بتعليمات منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بالزامية الكمامات، من اجل غزو السوق المغربية بعشرات الملايين من الكمامات المزورة التي اكدت الخبرات التي اجويت عليها انها تشكل خطرا على الناس، و تضاعف احتمال اصابة حاملها بالفيروس اللعبن.

ما لم يتطرق له الاعلام آنذاك، هو أن مصدر الكمامات و المواد التي ضبطت بحوزة ناصر، لم يكن سوى الفيلاليين، و أن ناصر لم يذكرهما في التحقيق لأن والده طلب منه ذلك مقابل دفاع شريكيه عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و هو الشيء الذي لم يحصل لأن الفيلاليان تعمدا عدم اقحام نفسيهما في مواضيع تتعلق بتزوير المنتجات العالمية المسجلة، حتى لا يبحث الباحثون عن نشاطاتهما في المجال، و فضلا نهج السبل الحبية لاطلاق سراح شريكهما الذي طل قابعا في السجن طالما أن القانون فوق الجميع، و خصوصا و أن الوقائع تزامنت مع تغييرات كبيرة طرأت على مستوى الجهاز القضائي.

الابواب الموصدة التي واجهها الفلاييان اثناء سعيهما لحل مشكل ناصر زيان و الضغط الممارس عليهما من قبل محمد زيان الاب، ارغمهما على تغيير الخطة، و الشروع فيما اعتبراه انتقاما من المغرب، للتحول نشاطاتهما التجارية على الانترنيت الى نضال مزعوم ضد النظام، و بعدما كانا حتى وقت قريب يهتفا بحياة الملك أصبحا يعارضان الملكية بشكل غير مفهوم، و خصصت دنيا حيزا كبيرا من برامجها لمحمد زيان و زبوناته، كرد جميل لابنه الذي لم يذكر اسميهما اثناء التحقيقالتحقيق معه في قضية الكمامات المزورة.

انقلاب الفلاليان على مواقفهما، اثار انتباه السلطات الصينية، و ساهم في تتبع خطواتهما ليتم اكتشاف حقيقة ما سبق ذكره، بل و أن الصين تأكدت من أن دنيا و زوجها كانا يلجان لمواقع امريكية ممنوعة فوق التراب الصيني، و تعمدا تغيير معطيات حواسيبهما الجغرافية عن طريق تغيير الأيبي، للولوج الى يوتوب و فايسبوك، و هو ما هجل بطردهما من الصين، دون محاكمة احتراما الجنسية المغربية التي يحملانها، ليغيرا من خطة عملهما و يتقدما بطلب لجوء من فرنسا التي كانا حتى الامس القريب يعتبرانها بلدا غير ديموقراطي.

انكشاف خطط الفيلاليان، و سقوط تجارتهما المحظورة بمراكش، ثم اعتقال علبتهما السوداء ناصر زيان، ساهم في انحراف مسارهما من التجارة الى الخيانة، و جعلهما لقمة سهلة لكبار الخونة و المرضى النفسانيين امثال محمد زيان، فتحولا من ممتهنيين للكونطربوند و التهرب الضريبي، الى خونة من درجة فارس، و بينما يعيش محمد زيان حياته البورجوازية بارقى احياء الرباط، يتسكع عدنان و زوجته في شوارع فرنسا في انتظار أن تبث الجهات المعنية في طلبهما المرجح رفضه و بقوة .

زر الذهاب إلى الأعلى