الوطنية من مفهوم علي لمرابط

المحرر الرباط

 

و نحن نتابع تهجم علي لمرابط، الديبلوماسي المغربي السابق و الصحافي المعارض للنظام حاليا، على عدد من المنابر الاعلامية، و اتهامها بخدمة اجندات استخباراتية، لابد من أن نتساءل عن مفهوم الوطنية عند على لمرابط، و الشروط التي يجب أن تتوفر في المؤسسات و الاشخاص حتى تحظى باحترام صديقنا الهارب الى فرانسا، الذي طلب حماية استخبارات اجنبية مقابل الطعن في استخبارات وطنه.

عندما يصف علي لمرابط، الدولة المغربية بالفساد، و يتهم رموزها به، فهذا لا يمكن وصفه خيانة ولا حتى عمالة لجهات معادية للوطن، و عندما نلامس في كتابات الرجل الكثير من النفحات الاستخباراتية المعادية لوطننا، و نتابعه و ينشر مقالات تصف الصالح و الطالح في بلادنا بالفساد، فنحن ممنوعون من أن ننتقذه أو نعقب عليه أو حتى أن نقول له بكل أدب “نعل الشيطان أسي علي”.

هكذا هم خونة الوطن دون استثناء، تجمعهم صفة واحدة يتشاركونها بالفطرة، و هي اتهامهم لكل من رفض ما ينشرونه بخدمة المخابرات المغربية، لكن عندما يوزعون الاتهامات يمينا و شمالا، و يتهمون رموز الوطن باطلا، فهذا ما يجب أن نعتبره نضالا، بل و نحن ممنوعون من أن نتساءل عن الجهات التي يخدمونها، و إلا فسوف يصفنا لنرابط و من على شاكلته بالاستخباراتيين و المخازنية.

الاتهامات التي وجهها لمرابط قبل مدة لمنابر هيسبريس و الدار و العمق المغربي و le360، تنم عن حقيقة هذا الشخص المعروف بولائه لجهات معروفة، و تؤكد على أن المغرب و إن سار في طريق هؤلاء فسيكون مصيره الهلاك، و لو أن لمرابط حكم جماعة قروية بالمغرب، لأهلك كل شخص عارضه في الرأي، و لاستعمل الجيش في ابادة من لا يوافقونه الرأي، أما أن يتطاول هو على رموز المغاربة و مقدساتهم، فذلك هو الصحيح الاصح من صحيح البخاري.

مشكلة علي لمرابط و من يشبهه خارج ارض الوطن، ليس هو أن هذا الشخص يتوهم أنه يدافع عن الحق، بل هو يعتقد بأنه الحق نفسه، و من يخالفونه الرأي، يعارضون الحق المطلق، لأن ضعف يقينه في مؤسسات وطنه يجعله دائم الثقة في مؤسسات أوطان الناس، و يدفعه الى الولاء لها دون تفكير، و عندما يمتزج هذا الولاء بالاورو، فالثقة تكون مضاعفة، و يالمقابل يتضاعف حجم الخيانة بداخله.

المنابر الاعلامية التي ذكرناها، و هنا نسطر تحت كلمة ذكرناها، لأننا لسنا معنيين بأي جريدة أخرى لا نثق في مالكيها، معروفة مصادر تمويلها، و مسارها ظاهر للرأي العام المغربي، و عندما نتحدث عن هيسبريس، فنحن امام اول جريدة وطنية حازت على القاب و جوائز لا تعد ولا تحصى، و سمعتها فاقت حدود الوطن، باعتبارها مصدرا اعلاميا موثوقا، تلجؤ اليها كبريات الفضائيات و المواقع الاخبارية، و المغاربة ليسوا في حاجة الى لمرابط كي يتعرفو على الجريدة الاكثر مقروئية في بلادنا.

مفهوم الوطنية عند علي لمرابط، يتلخص في انتقاذ كل ماهو مغربي، و التبخيس من عمل كل مؤسسة مغربية، و إن استطاع المواطن التقاط صورة قط في الشارع و نشرها مرفوقة بتعليق يتهم القط بالفساد و السرقة، فإن لمرابط سيكون راضيا على ذلك، و قد يشارك المنشور مع الاسبان و يتكلف بترجمته الى جميع اللغات، مع وصف كاتبه بالمناضل الشرس و المدافع عن حقوق الانسان، أما و إن صفقنا لمؤسسات وطننا و اعترفنا بجميلها على الوطن، فذلك ليس سوى عمالة للمخابرات بالمقابل، والله ولي التوفيق.

زر الذهاب إلى الأعلى