السر وراء ارتداء الملك لـ”الجلابة” خلال جولته الإفريقية

ظهر الملك محمد السادس خلال جولته الافريقية التي قادته الى كل من رواندا وتنزانيا مرتديا الجلباب التقليدي الممزوج بألوان أضفت عليه أناقة و رونقا خاصا .
ولعل ارتداء الملك لجلابة المغربية خلال زيارته لدولتي رواندا وتنزانيا جعل الكثيرين يبحثون عن السر وراء ذلك وحسب متابعين فإن ارتداء الملك للجلابة يحمل في طياته أبعاد ذات دلالات رمزية ورسائل بحمولة روحية يبعثها الملك للأفارقة خصوصا وأن الطرق والزوايا الصوفية ببلدان افريقيا تبدي ولائها للمرجعية المغربية على المستوى الروحي والعقائدي هذا الولاء لا يخلوا من مضمون سياسي في ولاءه للملك ليكرس المكانة الروحية والحضارية التي يحضا بها المغرب افريقيا باعتباره نموذجا رائدا في التعايش الديني وكذا في الاستقرار المذهبي والروحي الذي ينعم به والذي أعطاه هذه المكانة المرموقة عربيا وإسلاميا وعالميا.

وقد جسد الملك هذه الرمزية والعمق التاريخي والروحي في زيارته إلى إفريقيا أيما تجسيد، وقد كانت أولى تمظهرات هذه الزعامة و هذا الثقل الروحي والحضاري ظهوره بالجلباب والعمامة المغربيين في رسالة تعكس عمق الهوية الثقافية وخصوصيتها التاريخية المتميزة، هكذا إذن كان اللباس المغربي التقليدي الذي أطلت به الزيارة الملكية لرواندا وتنزانيا ذو رسالة حضارية بأبعاد سياسية.
وهذا المشهد الذي قدمناه على بساطته، وربما هامشيته -في نظر البعض- ما فتئ يشكل تجسيدا ثقافيا وحضاريا لعمق المغرب الافريقي كما أن هذا المشهد الملابسي الجمالي والفني يشكل جوابا تطبيقيا عن سؤال المرجعية الهوياتية المغربية لهذه الامتدادات الإفريقية التي يستحيل على أي كان بترها -بسوء نية أو بحسنها- مهما كانت قوة الأسلحة، أو الغدر بها تحت أي إغراء.
كانت الملابس الملكية المغربية إذن إحالة مرجعية سيميوطيقية معبرة يستحيل على أي ناظر تجاهلها، سواء أكان حداثيا أو تقليديا.

زر الذهاب إلى الأعلى