التقارب المغربي الإسرائيلي يثير قلق المخابرات الإسبانية

على غرار الجزائر، لم تخف إسبانيا تخوفها وقلقها بشأن التقارب المغربي الإسرائيلي، بعد يومين من زيارة وزير الدفاع الإسرائيل بيني غانتس إلى المغرب.

صحيفة إل باييس الإسبانية القريبة من دوائر الحكم في مدريد، عبرت قبل أسابيع بشكل غير مباشر عن توجس إسباني عندما تناولت خبرا حول عزم المغرب  بناء قاعدة عسكرية في منطقة أفسو، وهي جماعة قروية تابعة لقبيلة آيت بويحيي الريفية الأمازيغية بإقليم الناظور شمال المغرب، بمساعدة إسرائيلية.

وفي السياق نفسه، سلطت معطيات تسربت من تقرير يتكون من 214 صفحة رفعته المخابرات الاسبانية مؤخرا لرئيس الحكومة بيدرو سانشيز، سلطت الضوء عن تخوفات مدريد بخصوص الخطوات الأخيرة للمغرب خصوصا مع أمريكا واسرائيل.

ومما جاء في التقرير الذي يحمل عنوان” سحابة حمراء فوق مدريد” :

” إضافة إلى التعاون في التخطيط العملياتي والبحث والتطوير التكنولوجي العسكري، كما أن التعاون المغربي-الإسرائيلي سيشمل بناء قاعدة عسكرية بالقرب من حدودنا الوطنية، ومشروع القاعدة العسكرية يفوق بكثير أهداف اتفاقية أبراهام والتي يعد المغرب عضوا فيها، كما توصلنا بمعلومات إستخباراتية مفادها أن التعاون بين المغرب وإسرائيل قد يتجاوز الأمن والدفاع ليصل إلى اتفاق استخباراتي، وستعمل إسرائيل على تطوير صناعة محلية لإنتاج طائرات بدون طيار وهو مامن شأنه تعزير القدرات الجوية المغربية، كما سيمكن للإسرائيلين من إنتاج طائرات بدون طيار بكميات كبيرة وبثمن أقل في المغرب، ماسيسمح لهم بالتموقع جيدا في أسواق التصدير”.

وهناك خطر في الجنوب كما في الشمال، فالسلطات المغربية منحت تصريحا بالتنقيب عن النفط في ساحل طرفاية لشركة قطرية بالقرب من مياه الكناري، والحكومة المحلية هناك منزعجة كثيرا من هذا التطور وتطالب من مدريد التدخل العاجل.

لأن العثور على النفط أو الغاز سيكون كارثيا على البيئة هناك, كما أن الرباط منحت تراخيص أيضا لشركة إسرائيلية للتنقيب عن النفط والغاز في مياه الصحراء بالداخلة وهي مياه تعد تابعة لإقليمنا هناك بجزر الكناري.

هذا وإذا رجعنا لحدودنا الشمالية مع المغرب فهناك مستجد جد خطير أقدمت عليه الرباط، وهو لايجب السكوت عليه مهما كانت التحديات. ويتعلق بإقدام السلطات المغربية في بناء مزرعة لتربية الأسماك بجوار المياه الإقليمية للجزر الجعفرية.

ولقد إتصلنا بأصدقائنا من المخابرات الأوروبية، لكن لم نجد ردة فعل ساخنة من التحركات المغربية، والكل يخاف من ردة فعل الرباط، أما في واشنطن فآللوبي المغربي-اليهودي قد أغلق في وجهنا العديد من الأبواب، وأمريكا غير مستعدة لإعطاء دروسا توجيهية للرباط.

بل أصبح المغرب طفلها المذلل في شمال إفريقيا والرباط أصبحت تزعجنا بشروطها وغير متحمسة بفتح حدود سبتة ومليلية، بل تجاوزت حدود آللباقة السياسية معنا.

وبدأت تطالب بأمور تدخل في شؤوننا الداخلية كتسوية أوضاع المغاربة الذين يشتغلون في سبتة ومليلية، كما أن النشاط الإستخباراتي المغربي في المدينتين أصبح يفوق كل التصور، والإسبانيين من أصول مغربية أصبحوا يمثلون قنبلة موقوتة بالنسبة لنا، قد تحركها الرباط في أي لحظة وحين.

وبالنسبة لترسيم الحدود البحرية فالسلطات المغربية متكاسلة في بحث الأمر معنا. ودائما تماطل بحجج غير مقنعة لكي لاتجلس في طاولة المفاوضات لحل الأمر. وموقفها الجيوسياسي القوي زادها تعنتا، وصارت غير مبالية”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى