الجزائر تضرب الاخماس في الاسداس

المحرر الرباط

 

لا شك بأن غضب الجزائر من المغرب يتضاعف يوما بعد يوم، و لا يمكن أن نختلف حول تفاقم هذا الغضب منذ الاعلان عن زيارة الوفد الاسرائيلي رفيع المستوى للمملكة المغربية، لأن العقدة التي يعاني منها هذا البلد الجار اتجاه بلادنا، تجعله يتوهم بأن تقدمنا و ازدهارنا يشكل خطرا على مصالح الجنرالات المتحكمين في صناعة القرار الجزائري.

ظلت الجزائر منذ عقود، تخادع و تمكر و تتصب الفخاخ للمغرب، بينما ترفع هذا الاخير عن النزول الى مستواها، و استمر في طريقه دون أن يعيرها أدنى درجة من الاهتمام، بل و على عكس ما كان يتوقعه الكثيرون، دعى ملك المغرب من خلال عدة خطابات، النظام الجزائري الى العمل سوبة من أجل مصلحة الشعبين، لكن في كل مرة كان الكابرانات يصعدون من حدة عدائهم و يتعمدون أذية من ساعدوهم على الاسقلال.

عقود من التاريخ، أمضاها المغرب في تهدئة الاوضاع، و في مبادلة الاساءة بالمعاملة الحسنة، حتى أن العديد من الجزائريين أكدوا على أنهم يستحون من تصرفات نظامهم العسكري، و صرحوا بلا تردد، بأن ما يقوم به الكابرانات لا يمث بصلة لاخلاق الشعب الجزائري ولا يمثل سوى حفنة من المرضى النفسانيين الذين يعانون من عقدة حرب الرمال التي توفي من أشعلوها و ورث عقدتها بعض مشايخ العسكر الجزائري.

سنوات من الهدنة التي أغضبت شريحة واسعة من المغاربة، و جعلتهم يتساءلون عن اسباب سكوت المغرب عن اساءات الجزائر، بل و من بينهم من دعى الى الحرب ضذ هذا البلد العدو، لكن المغرب استمر في تهدئة الامور، و ضبط نفسه لدرجة لا يمكن تصورها، و بينما كانت الجزائر تصرف ملايير الدولارات على خططها المعادية للمملكة و لوحدتها الترابية، تعمد المغرب وضع اللبنات الاساسية لتأمين حدوده و ضمان مستقبل شعبه و هو ما جنينا ثماره منذ التاريخ الذي اعلنت فيه البوليساريو تخليها عن اتفاق وقف اطلاق النار.

لقد تبين للجميع بأن المغرب لم يكن ساكتا على خطايا الجزائر لأنه خائف منها، ولا لأنه لا يستطيع مجابهتها، ولكن قيادة بلادنا فضلت البناء و العمل على المستقبل، فتمكنت من تعزيز مكانة المملكة على المستوى الدولي، و مكنت الجيش من احدث وسائل الدفاع، بل و أنها وطدت علاقاتها مع كبريات الدول من مختلف بقاع العالم، و كأن صناع القرار في بلادنا اعتمدوا طيلة هذه الفترة العمل على المثل الفرنسي القائل: “يضحك كثيرا من يضحك أخيرا”.

اعتراف امريكا بالسيادة المغربية على الصحراء، و علاقات المغرب مع جميع دول العالم، التي افتتح بعضها قنصليات بالصحراء، بالاضافة الى دخوله في علاقات مثينة مع اسرائيل، سيقلص من حظوظ الجزائر في ضربه مرة أخرى، و سيجعلها محاصرة بالانتقادات التي ستجعل منها دولة فاشلة بكل المقاييس، و لهذا لا يمكننا الاستغراب من موقفها من زيارة الوفد الاسرائيلي للمغرب، و دفعها للاعلام الموالي لها في اتجاه تخوين المملكة المغربية و انتقاد علاقاتها مع دولة معظم سكانها مغاربة الاصل.

نلتمس العذر للجزائر، و ندعو مغاربة القايسبوك الى تركها وشأنها، و الاكتفاء بمشاهدتها تضرب الاخماس في الاسداس، حصرة على ما صرفته من ملايير على التفاهات و على مرتزقة باعوا وطنهم و هم مستعدون لبيع الجزائر نفسها إذا ما وجدوا من يدفع أكثر، ندعو المغاربة الى وقف هجوماتهم على الجزائر، فشر البلية أن تتورط في مرتزقة لا ينفعون ولا يضرون من جوع، دعوهم فالله يجازيهم على قدر نيتهم..

زر الذهاب إلى الأعلى