شاحنات المغرب نحو افريقيا معاناة لا تنتهي

اطار التوجه الجديد للمملكة المغربية الذي يهدف الى تعميق العلاقات مع دول افريقيا والانفتاح عليها سياسيا واقتصاديا ولعل الزيارة الملكية الاخيرة لعدد من البلدان الافريقية كروندا وتانزانيا خير مثال على ذلك , فقد اصبحت الطريقالوطنية رقم 1 بالصحراء تعرف مرور عدد كبير من الشاحنات الكبيرة “الرموكات ” التي تعبر الحدود يوميا في اتجاه دول افرقيا محملة بالسلع والمواد الغدائية .

 

جريدة المحرر في احد المحطات المتواجدة جنوب مدينة بوجدور , والمعروفة بتوقف الشاحنات المتجه الى دول افريقيا لاستراحة , التقت بعدد كبير من السائقين الذين تقاسموا معها معاناتهم ومشاكلهمالتي لا تنتهي مصرحين لها ان في غضون شهر توفي ثلاثة من زملائهم بسبب لسعة الذبابة الافريقية الخبيثة “التسي تسي ” , لعلل اخر الضحايا زميلهم الذي تم ادخاله جثة هامدة أول أمس بشاحنة “فريكو ” في غياب وسائل نقل الأموات بعد أن تعرض للسعة قاتلة بدولة مالي .

 

وتجد الاشارة الى ان ذبابة ” التسي تسي ” من النواقل المميتة التي تجد في القارة الافريقية مرتعا خصبا للتكاثر والنمو خاصة على ضفاف البحيرات والشواطئ والمياه الراكدة وقد صرحوا ايضا ان ما يزيد الطين بلة هو غياب استراتيجية لوزارة الصحة في هذا الشأن , حيت تغيب مراكز صحية في المناطق الحدودية تعنى بفحص عابري الحدود , مطالبين الجهات المعنية بضرورة الزامية ارباب شركات النقل باجراء تلقيح لفائدة السائقين الذين في عهدتهم ضمانا لسلامتهم.

 

ومن المشاكل الأخرى التي تعترض هاته الفئة والتي تعتبر عصب الحياة الاقتصادية نجد سوء المعاملة وتفشي بعض الظواهر المشينة كمحاولة ابتزازهم من طرف بعض مراكز المراقبة سواء داخل التراب الوطني أو بعض الدول الافريقية , أما ان تحدثنا عن حال الطريق الوطنية رقم واحد خاصة الرابطة بين بوجدور والداخلة فما خفي كان أعظم , فجريدتنا الموقرة سبق لها أن تطرقت عن الحال المزري لهذه الطريق والتي تصلح لأي شيئ الا لعبور الشاحنات والعربات .

 

لذلك وجب على الجهات الوصية البحث عن السبل الكفيلة التي من شأنها أن تجعل هاته الفئة تشتغل في أريحية وفي ظروف تضمن لهم الكرامة مع مراعاة صحتهم النفسية والجسدية .

زر الذهاب إلى الأعلى