مرة أخرى منجب يشهر ورقة الجوع للتأثير على القضاء

المحرر الرباط

 

اختار المعطي منجب ككل مرة، أن يجوع نفسه كردة فعل على منعه من السفر نحو الخارج، بعدما أقدمت السلطات القضائية على حجز جواز سفره في اطار سريان قضية تبييض الاموال المتابع على إثرها أمام قضاء العاصمة الادارية للمملكة.

منجب و هو يعلن عن اضرابه عن الطعام عبر الفايسبوك، ظهر و كأنه شبه متأكد من ان هذه الخطوة ستعطيه الحق في مغادرة البلاد، و كأنه يستعمل سلاحا فعال في مواجهة قضاء الدولة المغربية، الذي سبق و أن منع عشرات الالاف من الاشخاص من السفر لنفس الاسباب.

و يبدو أن المعطي، يعتقد بأنه يتوفر على وسيلة ناجعة لاكتساب حقوق استثنائية، تجعله مواطنا فوق العادة، خصوصا و أنه يتوهم بأن اضرابه السابق عن الطعام هو من خول له السفر في مناسبة سابقة، و هو من عجل بمغادرته السجن و متابعته في حالة سراح على هامش قضية مركز ابن رشد التي باتت أشهر من نار على علم.

و إذا كان الاضراب عن الطعام يخول لكل شخص طالته يد القانون، الهروب من العقوبة، و الافلات من الاجراءات القانونية، فلا شك أن جميع السجناء في المغرب سيخوضون معركة الامعاء الفارغة، و كل شخص وجد نفسه متضررا من قرار قضائي سيعلن اضرابه عن الطعام و لن يجد محمد صالح التامك في المستقبل ضيوفا يأويهم.

المعطي منجب، واحد من الناس الذين يعتقدون بأنهم شخصيات مهمة في هذا الكون، و أن تهديدهم بالاضراب عن الطعام قد يجعل القضاء يتراجع عن قراراته، و قد يعجل بتدخل الدوائر العليا لصالحه، و هو ما يشكل الفهم الخاطئ للرجل لقرارات قضائية سابقة سمحت له بمغادرة المغرب و بالخروج من السجن.

ما يجب على الرجل أن يفهم، هو أن تساهل القضاء معه في قضية ابن رشد، لم يكن بسبب اضرابه عن الطعام، و إنما مراعاة لسنه و لوضعه الاعتباري كاستاذ جامعي، و لأن الدولة ظلت تتعامل مع جميع ابنائها المذنبين برأفة مهما اختلفت افعالهم الاجرامية، و حتى و إن وصلت لدرجة العمالة و خدمة اجندات اجنبية للضرب في مصالحها.

و ليت المعطي يعود الى قرار المغفور له الحسن الثاني، الذي سمح بالعودة لجميع اعضاء البوليساريو، بل و منح عددا كبيرا منهم مناصب مسؤولية رغم ما ارتكبوه من افعال في حق الوطن، كي يتأكد من انه ليس استثناءا في هذا الوطن، و كي يعلم بأن الوطن غفور رحيم و قد لا يكون كذلك إذا دعت الضرورة الى ذلك، و أن التساهل معه يدخل في هذا الباب و ليس خوفا منه أو من الذين يقفون وراءه.

و حتى يعلم منجب بأن ما يدور في رأسه ليس صحيحا، لابد على القضاء ألاّ يتراجع عن قرار منعه من السفر حتى و إن أضرب عن التنفس، خصوصا و أن الرجل يظهر و كأنه متأكد من قدراته على لي دراع العدالة، و إرغامها على التراجع عن قرارات قضائية، و ليضرب المعطي عن الطعام حتى يقول القضاء كلمته.

زر الذهاب إلى الأعلى