أطباء يستخرجون كتلة إسمنت من قلب مريض خمسيني

قطعة من الأسمنت اخترقت جدار القلب، وتسللت إلى الرئتين حتى استقرت داخلها، أدت إلى شعور الخمسيني بصعوبة في التنفس وآلام في الصدر، وانتفاض الأطباء في أمريكا لهذه الحالة، مشيرين إلى أن إجراء خضع له المريض قبل أسبوع، كان سببا في حدوث ذلك، إذ عالجه الأطباء من ما يُعرف باسم «كسر انضغاط العمود الفقري»، وهي حالة مؤلمة ينهار فيها جزء من فقرة على نفسها، وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة لهشاشة العظام.

وأجرى الأطباء «رأب فقرة»، وهو إجراء يُحقن خلاله نوع خاص من الأسمنت في الفقرة لاستعادة ارتفاعها الطبيعي ومنعها من الانهيار أكثر، بحسب دراسة نشرها باحثون من كلية الطب بجامعة «ييل» الأمريكية في دورية «The New England Journal of Medicine» العلمية الشهرية.

تعد جراحة تقويم الفقرات إجراءً آمنًا نسبيًا، إذ تشتمل نسبة 2% فقط من الحالات على مضاعفات، ومع ذلك فإن أحد المخاطر المعروفة هو تسرب الأسمنت من العظام إلى الأوعية الدموية مما يؤدي إلى انسداد مهدد للحياة، وهو بالضبط ما حدث لهذا الرجل البالغ من العمر 56 عامًا، إذ دخل الأسمنت إلى عروقه، حيث تجمد وصار كتلة تساوي 10 سم، وانتهى بها الأمر في قلبه، واخترقت جداره وثقبت رئته اليمنى.

بعد أن عانى من ألم في الصدر وصعوبة في التنفس لمدة يومين، ذهب الرجل الذي لم يذكر اسمه إلى غرفة الطوارئ إذ أظهرت فحوصات الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب عدم وجود شيء في البداية، ولكن بالصدفة، قرروا استكشاف الأشعة ولاحظوا وجود جسم غريب داخل قلبه بالمعنى الحرفي للكلمة.

وجرى إعداده لعملية جراحية طارئة لإزالة قطعة الأسمنت التي اخترقت قلبه ورئته، وشرع الأطباء في خياطة الفتحة الموجودة في قلبه، ولم يعاني الرجل من أي مضاعفات من العملية وتعافى تمامًا بعد شهر.

تشير الإحصائيات إلى أن تسرب الأسمنت إلى الجهاز الوريدي الفقري ليس نادر الحدوث ، إذ يحدث في حوالي 26% من الحالات، ولكن نظرًا لعدم ظهور أعراض تداعيات إكلينيكية على معظم المرضى، فعادةً ما يمرون دون أن يلاحظها أحد، ومع ذلك فإن قطع المواد الصلبة التي ينتهي بها المطاف في القلب أو الرئتين نادرة جدًا.

زر الذهاب إلى الأعلى