المحرر الرباط
لا شك أن كابرانات الجزائر، لازالو تحت وقع الصدمة منذ الخطاب الذي القاه يوم أمس الملك محمد السادس بمناسبة تخليد الشعب المغربي لذكرى ثورة الملك و الشعب، ليس بسبب حديثه عن عداء بعض الجهات للمملكة المغربية، أو بسبب اعرابه الضمني عن وقوفه الى جانب المؤسسات الامنية لبلادنا، و إنما لأنه تجاهل خطاب الكراهية التي يروج له هؤلاء منذ عقود.
عدم الحديث عن تصرفات النظام الجزائري، و ردة فعله المستفزة حيال دعوته من طرف الملك لتجاوز الخلافات، يعتبر أكبر اهانة لقصر المرادية و بنائيه الاحرار، من كابرانات و مصابين بالخرف، و هو تعبير واضح عن النخوة و الانفة التي لطالما ميزت المملكة المغربية في تعاملاتها الدولية، و كأن لسان جلالة الملك يقول لهم: “نحن أكبر من أن ننزل الى مستواكم، نحن منشغلون ببناء بلادنا ولا وقت لنا لنضيعه مع من لا يريد مساعدة حتى نفسه”.
و حتى عندما تحدث الملك محمد السادس عن شخصيات بعينها، فلم يذكر بالاسم الا العظماء في خطابه، بينما تجاهل ذكر اسماء من لا يقدرون المملكة، و هنا قد يبدو بشكل واضح أن الديبلوماسية المغربية التي يقودها جلالته، قد تمكنت بالفعل من اعادة الدفئ الى العلاقات المغربية الاسبانية بعد توترات كان الكابرانات سببا مباشرا فيها، و هنا يمكننا القول بأن الحكمة قد انتصرت مرة أخرى على جهل شنقريحة و دميته في قصر المرادية.
حسرة الكابرانات لا شك أنها ستزيد حدة، بعد تلقيهم لجديد العلاقات المغربية مع اسبانيا، إذ أن استئنافها بشكل طبيعي بل و أحسن من ذي قبل، يعتبر خرابا لكل ما خططت له الجزائر و خصصت لإنجاحه ملايير الاوروات، حبذا لو أنها استثمرتها في اقتناء طائرات تقيها شر الحرائق التي ضربت شمال البلاد، أو قنينات اكسجين تعتق رقابا من فيروس كورونا، و قد يأتي يوم تتوسل فيه الجزائر المغرب كي يمدها بالمساعدة و نحن. متأكدين من أن ملك البلاد لن يبخل في شيء حبا في شعب شاءت الاقدار أن يعيش تحت وطأة حكم الكابرانات.