الملك محمد السادس: “المغرب و الجزائر أكثر من بلدين جارين، إنهما توأمان متكاملان”

المحرر الرباط

 

أعاد الملك محمد السادس من خلال الخطاب الذي ألقاه قبل قليل بمناسبة تخليد بلادنا لذكرى عيد العرش، التأكيد على أهمية الروابط التي تجمع بلادنا بالجمهورية الجزائرية الشقيقة، مشيرا الى أن الخلافات و النزاعات لا تصب في مصلحة بلدين ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما.

 

و وصف جلالة الملك المغرب و الجزائر بالتوأمين المتكاملين، مشيرا الى أن هذا الارتباط العضوي، لن يكتمل إلا إذا حسنت الإرادات، وتم التخلي عن أطروحات الماضي، والتوجه نحو المستقبل، بكل صدق وحسن نية، لما فيه مصلحة شعوب المنطقة المغاربية وشركاؤها، والفضاء الأورو-متوسطي والإفريقي عموما.

 

و رغم أن المغر ظل منذ عقود يتلقى الضربة تلوى الاخرى من جارته الشرقية، الا أن الملك محمد السادس لم يتردد في التعبير عن أسفه من التوترات الإعلامية والدبلوماسية، التي تعرفها العلاقات بين المغرب والجزائر، والتي تسيء لصورة البلدين، وتترك انطباعا سلبيا، لاسيما في المحافل الدولية، و هو ما يؤكد على حسن نية جلالته في عزمه فتح صفحة جديدة في العلاقات التي تجمعنا ببلد المليون شهيد.

 

الملك محمد السادس، أكد على أن المشاكل الحقيقية التي تواجه البلدين، تكمن اساسا في التهريب و الهجرة و المخدرات و الاتجار في البشر، و دعى الطرف الجزائري الى العمل جنبا لجنب مع المغاربة، من أجل التصدي لها، بل و اعتبر أمن الجزائر واستقرارها وطمأنينة شعبها، من أمن المغرب واستقراره. والعكس صحيح، موضحا أن ما يمس المغرب سيؤثر أيضا على الجزائر، لأنهما كالجسد الواحد“.

 

و في كلمة مدوية القاها خلال خطابه، وجه جلالة الملك خطابه للاشقاء في الجزائر قائلا: “الشر والمشاكل لن تأتيكم من المغرب، كما لن يأتيكم منه أي خطر أو تهديد، لأن ما يمسكم يمسنا، وما يصيبكم يضرنا”، و هو ما يمكن اعتباره تفنيدا لما تروح له بعض وسائل الاعلام حول كون فتح الحدود لن يجلب للجزائر إلا الشر والمشاكل، بل و أن جلالته أكد على أنه لا يمكن لأحد  أن يصدق مثل تلك الخطابات المروجة للتفرقة، خاصة في عصر التواصل والتكنولوجيات الحديثة.

 

ما أثاره جلالة الملك اليوم في خطاب العرش، لا يمكن أن يكون الا التزاما صريحا و صادقا، أمام شعوب المنطقة، وأمام المنتظم الدولي، منبني على حسن النية الهدف من ورائه هو بناء علاقات أخوية متينة بين بلدين جارين وشعبين شقيقين، من شأنهما الدفع بالقارة الافريقية نحو مستقبل افضل، و المساهمة سويا في تنمية منطقة شكال افريقيا و دول الساحل، ما سيعود بالنفع على ملايين الاشخاص في دول متعددة، و هو ما يدفعنا الى التساؤل عما إذا كانت الجزائر ستتفاعل بشكل إيجابي مع دعوة جلالة الملك أم أن دار لقمان ستبقى على حالها حتى اشعار آخر.

زر الذهاب إلى الأعلى