و بقي سليمان وحيدا في زنزانته

المحرر الرباط

 

لم نعد نسمع أصوات غراقين الشقف الذين كسروا رؤوسنا بالشعارات المدافعة عن سليمان الريسوني طيلة مدة محاكمته، و قد نتجرؤ على القول بأن اسم سليمان قد اختفى بشكل شبه كلي من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، اللهم بعض التدوينات القليلة جدا التي دأب افراد عائلته على نشرها بين الفينة و الاخرى.

 

غراقين الشقف، مسكوا سليمان من يده و أوسلوه بخطوات ثابته الى بوابة زنزانته فأغلقوا عليه الباب ثم عادوا من حيث أتوا يبحثون عن ضحية جديدة، يستعملونها في رياضة الركوب على الامواج و المشي على جثت المعتقلين، و من بينهم من توجه صوب شواطئ البحر يستمتع بأشعة الشمس و بالماء الدافئ، رفقة فلذات أكبادهم بينما يعيش الضحية الاكبر بعيدا عن زوجته و ابنه.

 

لم تعد لتجارة هؤلاء المناضلين بقضية سليمان الريسوني أرباح ولا دعم، و لهذا فقد ابتلعوا السنتهم، و لا أحد منهم سأل عن أحوال هاشم الذي يعيش بدون أب بسببهم، فتركوا الاب و الابن و الزوجة يواجهون مصيرهم، و خلوا الى شياطينهم في انتظار التعليمات التي ستدلهم على ضحية جديدة يبيعون و يشترون في قضيتها، و يبتغون من وراء ذلك الدعم الوفير من الجهات التي تستغلهم في ضرب سمعة مؤسسات وطنهم، في انتظار أن تتخلى بدورها عنهم، كما تخلوا عن سليمان و قبله بوعشرين و القائمة طويلة.

 

الكل ابتلعوا السنتهم، عدا هبيل ميريكان، الذي لازال ينشر صوره مستمتعا على شاطئ البحر، و من ورائه أقمصة طبع عليها صور ضحايا تجار حقوق الانسان، غي مشهد يؤكد على أن هذا الرجل يعيش ماعاشه الغراب الذي حاول تقليد مشية الحمامة، فتحول الى مسخرة يستهزئ به النشطاء، و لعل اهم ما يمكن التقاطه من خلال صوره المنشورة على فايسبوك، هو أن الانتفاخ الذي ادعى في وقت سابق بأنه نتيجة اعتقاله و ادانته بالسجن، ليس سوى مظهر من مظاهر النعمة خصوصا عندما نشاهده في الصور منتفخا و هو يبتسم.

 

انتهى دور حقوقيو المرقة في قضية سليمان الريسوني، بعدما كانوا سببا رئيسيا في توقيف حياته لخمس سنوات، و ما ندعو اليه هو أن يستفيق الصحافي المعتقل من غفلته، فيطالب هؤلاء بالتوقف عن استغلال مأساة عائلته، و يسمح لعقلاء القوم بالتدخل، لأن خل قضيته لا يحتاج الى ممارسة الدراع الحديدية مع الدولة، و إنما التعامل معها بما يليق و وجودها لمدة إثني عشر قرنا ترسخت خلالها عادات و تقاليد لا يمكن تجاهلها، فقضية سليمان تحتاج فعلا الى اعتذار و مناشدة و الاهم هو ان يغادر السجن…. و الله اعلم.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى