“غرارين عيشة”: جيل جديد من المناضلين

المحرر الرباط

أماطت الصورة التي نشرها المدعو شفيق العمراني على حائطه الفايسبوكي، اللثام عن حقيقة دفاع هذا الرجل عن سليمان الريسوني، و فضحت حقيقة الجيل الجديد من المناضلين، و طرق عملهم التي لا تختلف كثيرا عما أقدم عليه ساكنة الدوار في قصة عيشة التي تطلقت من زوجها فانصرف من حولها من كانوا يشجعونها على ذلك.

شفيق العمراني، و هو يستمتع بجمال البحر و نسماته، تعمد ارتداء قماشطبعت عليه عبارة تضامن مع الصحافي سليمان الريسوني، ليكون بذلك أول مناضل حقوقي ينقل ساحة النضال الى شاطئ البحر، تحت زرقة السماء، و وسط مئات المصطافين الهاربين من الروتين اليومي الباحثين عن لحظات من المتعة رفقة أقاربهم.

العمراني الذي يرتدي قميصه المعلوم، مستمتعا باللحظة، و بينما هو يقضي لحظات ممتعة تحت أشعة الشمس التي لطالما افتقدها في قواعده الخلفية بأمريكا، كان سليمان الريسوني يقضي يومه في زنزانة انفرادية داخل سجن عكاشة، وحيدا و مهموما بعيدا عن ابنه هاشم، و هنا سنكتشف الفرق بين من تم التغرير به الى أن تم سجنه و من يمتهن ضرب البندير، لتعميق جروح الناس.

و إذا كان التضامن مباحا على طريقة سي شفيق العمراني، فلابأس أن ترتدي السيدة خلود قميصا مطبوعا بعبارة تضامن مع زوجها و تذهب الى الشاطئ رفقة الاهل و الاحباب لالتقاط الصور و نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، و لما لا تتوجه الاخت خديجة الرياضي الى جزر الملديف و تفعل نفس الشيء فنشارك صورها على حائطنا الفايسبوكي، و لنتاجر جميعا بمعاناة من اعتقلوا بسبب أمثال العمراني و منجب.

نعتقد أن الجيل الجديد من النظام أصبح يعتمد بالاساس على دفع البلهاء الى الاعتقال، و من ثم استغلال معاناتهم من أجل الاستمتاع بجمال الطبيعة، و ذلك حتى لا يقول الناس أن فلانا قد تسبب في اعتقال علان، ثم ذهب لممارسة السباحة و تركه وحيدا، و هو ما نلامسه و نحن نتابع العمراني مستمتعا بأشعة الشمس، و آخر يمارس رياضة المشي في أفخم المنتجعات، في نفس الوقت الذي أهلك “البضانسي” معدة من وثق بأنهم مناضلين.

مايفعله العمراني و منجب و البكاري و غيرهم، لا يختلف كثيرا عن تصرفات القرين من الشياطين بعد ايقاعه ببني آدم، فهو يتخلى عنه قائلا “إني أخاف الله رب العالمين، لكن في نفس الوقت يوسوس له محاولا تحريضه على الاستمرار في خطاياه، بدعوى أنه على صواب، و بين الفينة و الاخرى يذكره بأنبياء و رسل وقعوا في أزمات كي يقنعه بأن الله يختبره، تماما كما يتعمد حسن بناجح تذكير سليمان الريسوني بقصة يوسف عليه السلام.

زر الذهاب إلى الأعلى