“غرارين عيشة” في قضية سليمان الريسوني

المحرر الرباط

 

منذ أن تم اعتقال الصحافي سليمان الريسوني، و نفس الجهات التي ألفت الركوب على الاحداث في بلادنا، تحاول استغلال معاناة رئيس تحرير جريدة اخبار اليوم، خدمة في الاجندات التي تدفع المال بسخاء من أجل الضرب في مؤسسات بلدنا، و تقويض نتائج النهضة العمرانية التي يعيشها المغرب منذ سنوات.

عندما اعتقل سليمان الريسوني، أقام “غرارين عيشة” الدنيا ولم يقعدوها، مدعين دفاعهم عن هذا الاخير، لكن أهدافهم الخفية كانت غير ذلك تماما، و كل ما كانوا يصبون اليه هو أن يبقى الريسوني في السجن لأطول مدة ممكنة، لأن بقاءه وراء القضبان قد يعبد لهم الطريق نحو تلقي مزيد من الدعم المالي.

اليوم و نحن نتايع قضية سليمان، نتأكد من أن نفس الوجوه إن ام نقل “لكمامر” التي تسببت في معاناة العشرات من النشطاء و الصحافيين، كانت حاضرة و بقوة في هذا الملف، بل و أنها كانت تضغط بطرقها الخاصة حتى لا يغادر الريسوني السجن، و في الوقت الذي يقطع الكهرباء عن زنزانة هذا الاخير، يجتمع هؤلاء على طاولات الخمر كي ينهشوا لحمه.

لا أحد اليوم له الحق في انتقاد الحكم القضائي الذي صدر يوم أمس في حق الريسوني، و من يتحمل مسؤولية ادانته بخمس سنوات، هم من كانوا يشجعونه على مقاطعة جلسات المحاكمة، بغرض استبعاده عن الدفاع عن نفسه، و من كانوا يطالبون بتأجيل تلك الجلسات حتى تكونت لدى القاضي قناعة بهروبهم الى الامام.

أطوار محاكمة سليمان الريسوني، لم تكن منذ البداية في صالحه، لأن من كانوا يدعون الدفاع عنه، لم تكن لهم أي رغبة في أن يغادر هذا الرجل السجن، ففي الوقت الذي كانت هيأة دفاعه تطالب بالتأجيل، كان حقوقيو المرقة يهتفون بشعارات تدينه و تؤكد تورطه في المنسوب اليه، فيما ظل المقربون منه يشجعونه على مواصلة الاضراب عن الطعام بعدما أقنعوه بأن ذلك هو طريق الخلاص من العقاب.

يوم واحد بعد النطق بالحكم، كان كافيا لاكتشاف تفاصيل القضية، و الوقوف على حقيقة “غرارين عيشة” و كيف أن هؤلاء قد تحولوا بسرعة البرق من الدفاع عن براءة سليمان الريسوني الى مهاجمة القضاء، و هي المهمة الاساسية التي يتواجدون لأجلها في الساحة، فيما تبقى قضايا الناس آخر اهتماماتهم.

انتهت أطوار المحاكمة و قضت الهيأة بادانة الريسوني فيما يمضي من تسببوا في معاناته عطلتهم الصيفية رفقة الاصحاب و الاحباب، و هو ما نتمنى أن يكون سليمان قد فطن له، لعله ينهي اضرابه عن الطعام و يعيد حساباته في مرحلة الاستيناف، عوض السماح لغرارين عيشة بالتلاعب في مصيره، و التسبب في تعميق جرحه و جرح اسرته التي تبقى الضحية الاولى في كل هذه الفوضى.

زر الذهاب إلى الأعلى